خطبة الامام علي عن الدنيا

No images found for خطبة الامام علي عن الدنيا

خطبة الإمام علي عن الدنيا:

المقدمة:

الدنيا دار فانية، وزائلة، لا تدوم على حال، فهي كالطيف الخاطف، أو السراب البعيد، وهي دار ابتلاء واختبار، يمتحن الله فيها عباده، ليظهر الخبيث من الطيب، ويجزئ كل نفس بما كسبت. وقد ألقى الإمام علي خطبة بليغة عن الدنيا، حذر فيها منها، وكشف عن حقيقتها، ونصح أصحابه بأن لا يغتروا بزينتها، ولا ينشغلوا بمتعها الفانية، وأن يتزودوا للآخرة، التي هي دار الخلود والبقاء.

1. الدنيا دار غرور:

تبدو الدنيا للناس في أحسن صورة، فهي مليئة بالمتع والشهوات، والزينة والترف، ولكنها في حقيقتها دار غرور وخداع، لا تدوم فيها الحال، ولا يبقى فيها شيء على ما هو عليه.

إن الدنيا كالسراب، يظنه الظمآن ماء، فإذا جاءه لم يجده شيئًا، وإنما هي كظل زائل، يلاحقه الإنسان، ولا يدركه أبدًا.

إنها كالحلم، يرى فيه الإنسان أشياء كثيرة، ثم يستيقظ فلا يجد شيئًا منها، أو كالسراب، يرى فيه الماء، فإذا جاء إليه لم يجده شيئًا.

2. الدنيا دار فانية:

الدنيا دار فانية لا تبقى فيها حال، ولا يدوم فيها سرور، ولا تدوم فيها شقاء، كل شيء فيها إلى زوال وإلى فناء، فهي كالموج الذي يعلو ثم يهبط، أو كالزهرة التي تتفتح ثم تذبل.

ليس في الدنيا شيء باق، كل شيء فيها فاني وزائل، وما فيها إلا قليل من المتاع، واللهو واللعب، ثم ينتهي هذا المتاع، ويزول هذا اللهو واللعب، وتبقى الآخرة، التي هي دار الخلود والبقاء.

كل ما في الدنيا من متع وشهوات وزينة، سوف يزول وينتهي، ولا يبقى إلا الأعمال الصالحة التي عملها الإنسان في الدنيا، فهي التي تنفعه في الآخرة.

3. الدنيا دار ابتلاء واختبار:

الدنيا دار ابتلاء واختبار، يمتحن الله فيها عباده، ليظهر الخبيث من الطيب، ويجزئ كل نفس بما كسبت.

إنه يبتلي عباده بالفقر والغنى، بالمرض والصحة، بالسرور والشقاء، وبالحياة والموت، ليظهر مدى صبرهم وقوة إيمانهم، ومدى تقواهم وورعهم.

إن الدنيا ليست دار قرار ولا استقرار، إنها دار ابتلاء واختبار، يجب على الإنسان أن يتزود فيها للآخرة، التي هي دار الخلود والبقاء.

4. الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر:

الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر، المؤمن فيها كالطائر المحبوس في قفص، يتوق إلى الخروج منه والتحليق في فضاء الآخرة، أما الكافر فإنه يتمتع في الدنيا بالشهوات واللذائذ، ويظن أنه قد نال السعادة، ولكنه مخطئ، لأن الآخرة هي دار السعادة الحقيقية.

المؤمن في الدنيا كالضيف الذي لا يمكث فيها إلا فترة قصيرة، ثم ينتقل إلى الآخرة، التي هي وطنه الحقيقي، أما الكافر فهو كالمقيم في الدنيا، الذي يظن أنه قد وجد السعادة فيها، ولكنه مخطئ، لأن الآخرة هي دار الشقاء والعذاب.

المؤمن يرى الدنيا سجنًا، لأنه يعلم أنها دار فانية وزائلة، وأنها دار ابتلاء واختبار، أما الكافر فيراها جنة، لأنه يظن أنها دار الخلود والبقاء، وأنه قد نال فيها السعادة.

5. الدنيا متاع الغرور:

الدنيا متاع الغرور، فهي مليئة بالشهوات واللذائذ، والزينة والترف، ولكنها في حقيقتها دار غرور وخداع، لا تدوم فيها الحال، ولا يبقى فيها شيء على ما هو عليه.

إن الدنيا كالسراب، يظنه الظمآن ماء، فإذا جاءه لم يجده شيئًا، وإنما هي كظل زائل، يلاحقه الإنسان، ولا يدركه أبدًا.

إنها كالحلم، يرى فيه الإنسان أشياء كثيرة، ثم يستيقظ فلا يجد شيئًا منها، أو كالسراب، يرى فيه الماء، فإذا جاء إليه لم يجده شيئًا.

6. الدنيا دار الآفات والشرور:

الدنيا دار الآفات والشرور، فهي مليئة بالمصائب والفتن، والحروب والكوارث، وهي دار الأمراض والأسقام، والموت والهلاك.

إن الإنسان في الدنيا معرض دائم للابتلاء والاختبار، فقد يفقده الله ماله أو ولده أو صحته، وقد يبتليه بالمرض أو بالحزن، وقد يموت فجأة، دون أن يكون مستعدًا للقاء الله.

إن الدنيا ليست دار سلام وأمان، إنها دار حرب وضغائن، ودماء ودمار، وهي دار فتن ومصائب، لا نهاية لها، ولا يدري الإنسان متى ستصيبه هذه الفتن والمصائب.

7. كيف ننجو من شرور الدنيا:

لكي ننجو من شرور الدنيا، يجب أن نتقي الله ونطيع أوامره ونبتعد عن نواهيه، وأن نكون صابرين على المصائب والابتلاءات، وأن نتوكل على الله في كل أمورنا.

يجب أن لا نغتر بزينة الدنيا ومتاعها الفاني، وأن لا نشغل أنفسنا بها، وأن نعمل للآخرة، التي هي دار الخلود والبقاء.

يجب أن نتزود للآخرة بالعمل الصالح، وأن نكثر من الدعاء والذكر، وأن نطلب من الله أن يجعلنا من الناجين من شرور الدنيا، وأن يدخلنا جنته.

الخاتمة:

الحمد لله الذي خلق الدنيا دار ابتلاء واختبار، وجعل الآخرة دار جزاء وثواب، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وصحبه أجمعين. وفي الختام، نسأل الله أن يرزقنا حب الآخرة والزهد في الدنيا، وأن يجعلنا من الناجين من شرور الدنيا، وأن يدخلنا جنته.

أضف تعليق