صور شكر لله
مقدمة:
الحمد لله الذي أنعم علينا بنعم لا تُعد ولا تُحصى، والشكر لله هو الاعتراف بنعمه والثناء عليه عليها، وإظهار الامتنان له، وذلك من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، وفي هذا المقال سنقدم صورًا متنوعة للشكر لله، راجين من الله القبول والتوفيق.
1. الشكر باللسان:
من صور الشكر باللسان: الدعاء والثناء على الله تعالى، وشكره على نعمه الظاهرة والباطنة، ومن ذلك قول العبد: “الحمد لله رب العالمين”، وقوله: “اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك”.
ومن صور الشكر باللسان أيضًا: ذكر الله تعالى في كل الأحوال، سواء في السراء أو في الضراء، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه”.
ومن صور الشكر باللسان أيضًا: تلاوة القرآن الكريم وتدبر معانيه، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قال: الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا، فقد شكر الله، ومن قال: الحمد لله الذي أعطاني ما لم يعط كثيرًا ممن خلق، فقد شكر الله، ومن قال: الحمد لله الذي فضلني على كثير ممن خلق تفضيلاً، فقد شكر الله”.
2. الشكر بالقلب:
من صور الشكر بالقلب: الاعتراف بنعم الله تعالى والثناء عليه عليها، وخشيته ومحبته، ومن ذلك قول الله تعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} [إبراهيم: 7].
ومن صور الشكر بالقلب أيضًا: الصبر على أقدار الله تعالى، والرضا بقضائه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله وما عليه خطيئة”.
ومن صور الشكر بالقلب أيضًا: الشكر على السراء والضراء، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “عجبًا لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له”.
3. الشكر بالجوارح:
من صور الشكر بالجوارح: أداء العبادات المفروضة والسنن والنوافل، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من صلى لله أربعين يومًا متتالية في جماعة يدرك التكبيرة الأولى بنى له بيتًا في الجنة”.
ومن صور الشكر بالجوارح أيضًا: بر الوالدين وصلة الرحم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن: دعوة الوالد، ودعوة المسافر، ودعوة المظلوم”.
ومن صور الشكر بالجوارح أيضًا: الإنفاق في سبيل الله، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أفضل الصدقة صدقة عن ظهر غنى”.
4. الشكر على النعم:
من صور الشكر على النعم: استعمالها فيما خلقت له، وعدم إضاعتها أو إهدارها، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ”.
ومن صور الشكر على النعم أيضًا: حفظها من الزوال، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَنْ كان له بيتٌ، فليؤوِ فيه مَنْ لا بيت له، ومَنْ كان له فرس فليؤثر عليه مَنْ لا فرس له، ومَنْ كان له زادٌ فليُؤثر عليه مَنْ لا زاد له”.
ومن صور الشكر على النعم أيضًا: شكر من أنعم عليك بها، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَنْ أتاهُ رجلٌ فأحسن إليه، ثم أتاه ثانيةً أو ثالثةً ولم يُحسن إليه، فليس من المكافئين”.
5. الشكر على المصائب:
من صور الشكر على المصائب: الصبر عليها والاحتساب فيها، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما يصيب المسلم من نصبٍ ولا وصبٍ ولا همٍ ولا حزنٍ ولا أذى ولا غمٍ حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه”.
ومن صور الشكر على المصائب أيضًا: الدعاء إلى الله تعالى بأن يُفرجها ويُزيلها، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “دعوة المظلوم مستجابة وإن كان فاجرًا”.
ومن صور الشكر على المصائب أيضًا: التوكل على الله تعالى واليقين بأن ما أصابه لم يكن ليُخطئه، وأن ما أخطأه لم يكن ليُصيبه، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اعلم أن ما أصابك لم يكن ليُخطئك، وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك”.
6. شكر النعم الظاهرة:
من صور شكر النعم الظاهرة: استعمالها فيما خلقت له، والحفاظ عليها من الزوال، وشكر من أنعم عليك بها.
ومن صور شكر النعم الظاهرة أيضًا: الإنفاق منها في سبيل الله، وصلة الرحم، وإكرام الضيف، وإعانة المحتاجين.
ومن صور شكر النعم الظاهرة أيضًا: الدعاء إلى الله تعالى بأن يُديمها عليك ويُبارك فيها.
7. شكر النعم الباطنة:
من صور شكر النعم الباطنة: الإيمان بالله تعالى ورسله وكتبه واليوم الآخر، والعمل الصالح، والتسليم لأمر الله تعالى.
ومن صور شكر النعم الباطنة أيضًا: الدعاء إلى الله تعالى بأن يثبت الإيمان في قلبك ويُعينك على شكره.
ومن صور شكر النعم الباطنة أيضًا: مراقبة الله تعالى في السر والعلن، والمحافظة على اللسان والجوارح من المعاصي والآثام.
الخاتمة:
الشكر لله تعالى من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، وهو من علامات الإيمان، ومن أسباب زيادة النعم، وفي هذا المقال قدمنا صورًا متنوعة للشكر لله، راجين من الله القبول والتوفيق.