هل الابتلاء حب من الله

هل الابتلاء حب من الله

**هل الابتلاء حب من الله؟**

**مقدمة:**

يعتبر الابتلاء جزءًا لا يتجزأ من الحياة البشرية، فكل فرد منا معرض لابتلاءات مختلفة على مدار حياته. وقد اختلف العلماء والفقهاء في تعريف الابتلاء، فمنهم من قال إنه كل ما يصيب الإنسان في نفسه أو أهله أو ماله، ومنهم من قال إنه كل ما يصيب الإنسان من مكروه أو مشقة أو مصيبة، ومنهم من قال إنه كل ما يصيب الإنسان من خير أو شر. مهما كان شكل الابتلاء، فإنه يُعتبر تحديًا للإنسان، وقد يكون فرصة له للنمو والارتقاء، أو قد يكون عقابًا له على ذنوبه، أو قد يكون ببساطة اختبارًا من الله تعالى لإيمان الإنسان ومدى صبره.

**الابتلاء حب من الله:**

إن الابتلاء لا يعني أن الله يكره عبده، بل على العكس، فإن الابتلاء هو دليل على حب الله لعبده، وذلك لأنه تعالى يريد أن يمحو عنه ذنوبه، ويرفع درجته في الجنة، وأن يجعله أقرب إليه. يقول الله تعالى في كتابه الكريم: “وَنَبْلُوَكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ” (الأنبياء: 35). وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما يصيب المسلم من نَصَبٍ ولا وَصَبٍ ولا هَمٍ ولا حُزْنٍ ولا أَذىً ولا غمٍ حتى الشوكة يُشاكها إلا كفَّر الله بها من خَطاياه”.

**أنواع الابتلاءات:**

هناك أنواع عديدة من الابتلاءات التي قد يتعرض لها الإنسان، ومن أبرزها:

– الابتلاء بالفقر: فقدان المال والقدرة على تلبية الاحتياجات الأساسية.

– الابتلاء بالمرض: الإصابة بمرض قد يؤدي إلى العجز أو الموت.

– الابتلاء بالموت: فقدان شخص عزيز أو قريب.

– الابتلاء بالظلم: التعرض للظلم والاضطهاد من قبل الآخرين.

– الابتلاء بالكوارث الطبيعية: مثل الزلازل والفيضانات والبراكين وغيرها.

– الابتلاء بالفتن والاضطرابات: مثل الحروب والنزاعات والفتن الدينية وغيرها.

**الحكمة من الابتلاءات:**

الحكمة من الابتلاءات كثيرة ومتنوعة، ومن أبرزها:

– تكفير الذنوب: قد يكون الابتلاء بمثابة كفارة لذنوب الإنسان، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما يصيب المسلم من نَصَبٍ ولا وَصَبٍ ولا هَمٍ ولا حُزْنٍ ولا أَذىً ولا غمٍ حتى الشوكة يُشاكها إلا كفَّر الله بها من خَطاياه”.

– رفع الدرجات: قد يكون الابتلاء بمثابة وسيلة لرفع درجات الإنسان في الجنة، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قومًا ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط”.

– تقوية الإيمان: قد يكون الابتلاء بمثابة اختبار لإيمان الإنسان، فإن صبر عليه وثبت على إيمانه، زاد إيمانه قوة وصلابة، كما قال الله تعالى في كتابه الكريم: “أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ” (العنكبوت: 2).

– تطهير النفس: قد يكون الابتلاء بمثابة وسيلة لتطهير نفس الإنسان من الشوائب والأدران، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المصائبُ بَابٌ مِنْ أبوابِ الجنةِ، تُطَهِّرُ العِبَادَ منَ الذُّنوبِ”.

**كيفية التعامل مع الابتلاءات:**

هناك العديد من الطرق التي يمكن للإنسان من خلالها التعامل مع الابتلاءات، ومن أبرزها:

– الصبر: الصبر على الابتلاءات من أهم الطرق للتعامل معها، والصبر هو حبس النفس عن الجزع والشكوى، وتحمّل الأذى والمصاعب، والرضا بقضاء الله تعالى.

– الشكر: شكر الله تعالى على الابتلاءات من الأمور التي تساعد على تسهيل الابتلاءات، والشكر هو الاعتراف بنعمة الله تعالى، والثناء عليه، والإقرار بأن هذه الابتلاءات هي في حقيقتها خيرات ومنافع للإنسان.

– الدعاء: الدعاء إلى الله تعالى من الأمور التي تساعد على تسهيل الابتلاءات، والدعاء هو طلب العون والمساعدة من الله تعالى، والإلحاح عليه في رفع البلاء.

**خاتمة:**

الابتلاء هو جزء لا يتجزأ من الحياة البشرية، والله تعالى يبتلي عباده بمختلف أنواع الابتلاءات لحكمة بالغة، منها تكفير الذنوب، ورفع الدرجات، وتقوية الإيمان، وتطهير النفس. ومن المهم أن يتعامل الإنسان مع الابتلاءات بالصبر والشكر والدعاء، وأن يكون على يقين بأن الله تعالى لن يبتليه إلا بما هو خير له.

أضف تعليق