هل كثرة الابتلاء دليل على غضب الله

هل كثرة الابتلاء دليل على غضب الله

هل كثرة الابتلاء دليل على غضب الله؟

مقدمة:

يعتبر الابتلاء في الإسلام أحد الأمور التي لا مفر منها، وقد أخبرنا الله تعالى في القرآن الكريم أن كل نفس ذائقة الموت، وأن كل نفس ستُبتلى في الدنيا، قال تعالى: “وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمْوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ”. فما مفهوم الابتلاء في الإسلام؟ ولماذا ابتلى الله تعالى عباده بأنواع مختلفة من الابتلاءات؟ وهل كثرة الابتلاء دليل على غضب الله؟

أولًا: مفهوم الابتلاء في الإسلام:

الابتلاء في اللغة العربية يعني الاختبار والتجربة، أما في الاصطلاح الشرعي فهو اختبار الله تعالى لعباده بأنواع مختلفة من الأمور، منها السراء والضراء، والرخاء والشدة، والفرح والحزن، والصحة والمرض، والغنى والفقر، وغير ذلك. والهدف من الابتلاء هو إخراج ما في قلب العبد من إيمان أو نفاق، وبيان مدى صبره وتقواه.

ثانيًا: أنواع الابتلاء:

ينقسم الابتلاء إلى نوعين: ابتلاء عام يعم جميع الناس، وابتلاء خاص يصيب بعض الناس دون غيرهم. فمن أنواع الابتلاء العام: الموت، والمرض، والفقر، والضراء، والشدائد. أما من أنواع الابتلاء الخاص: ابتلاء الأنبياء والرسل، وابتلاء المؤمنين، وابتلاء الكافرين.

ثالثًا: أسباب الابتلاء:

تتعدد أسباب الابتلاء في الإسلام، ومنها:

الامتحان والاختبار: يبتلي الله تعالى عباده لاختبارهم وامتحانهم، لبيان مدى صبرهم وتقواهم وإيمانهم.

التكفير عن الذنوب: قد يكون الابتلاء تكفيرًا عن الذنوب والمعاصي التي يرتكبها العبد، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن العبد إذا أصابته مصيبة فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرًا منها، إلا آجره الله في مصيبته وأخلف له خيرًا منها”.

رفع الدرجات: قد يكون الابتلاء سببًا لرفع الدرجات في الجنة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا ابتلي العبد المؤمن فصبر احتسب أجره عنده فكان له الجنة”.

التربية والتأديب: قد يكون الابتلاء وسيلة من وسائل التربية والتأديب الإلهي، قال تعالى: “وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ”.

رابعًا: حكم الابتلاء:

حكم الابتلاء في الإسلام أنه سنة من سنن الله تعالى في خلقه، وهو من القضاء والقدر الذي لا مفر منه. وقد حثنا الله تعالى في القرآن الكريم على الصبر على الابتلاء، قال تعالى: “وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ”. كما حثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصبر على الابتلاء، قال: “عجبًا لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له”.

خامسًا: فوائد الابتلاء:

للابتلاء فوائد عديدة في حياة المؤمن، منها:

تكفير الذنوب: قد يكون الابتلاء تكفيرًا عن الذنوب والمعاصي التي يرتكبها العبد.

رفع الدرجات: قد يكون الابتلاء سببًا لرفع الدرجات في الجنة.

التربية والتأديب: قد يكون الابتلاء وسيلة من وسائل التربية والتأديب الإلهي.

زيادة الإيمان: قد يكون الابتلاء سببًا لزيادة إيمان العبد وتقواه.

الصبر: قد يكون الابتلاء سببًا لتعليم العبد الصبر والتحمل على الشدائد.

سادسًا: كيفية التعامل مع الابتلاء:

ينبغي على المسلم أن يتعامل مع الابتلاء بحكمة وصبر، وأن يتذكر أن الابتلاء سنة من سنن الله تعالى في خلقه، وأن الصبر على الابتلاء من أهم أسباب رفع الدرجات في الجنة. ومن أفضل ما يمكن للمسلم فعله عند الابتلاء هو اللجوء إلى الله تعالى بالدعاء والذكر والاستغفار، والتسليم لقضائه وقدره، والصبر على ما يقدره له.

سابعًا: الابتلاء ليس دليلًا على غضب الله:

كثير من الناس يعتقد أن كثرة الابتلاء دليل على غضب الله تعالى عليهم، وهذا الاعتقاد خاطئ تمامًا. فالله تعالى لا يبتلي إلا من يحبهم ويختارهم لدخول الجنة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل”.

خاتمة:

الابتلاء في الإسلام سنة من سنن الله تعالى في خلقه، وهو أحد الأمور التي لا مفر منها. والابتلاء لا يكون إلا للمؤمنين، فالله تعالى يبتلي عباده المؤمنين ليختبرهم ويمتحنهم، ولينق

أضف تعليق