هل الشفع والوتر فرض

هل الشفع والوتر فرض

مقدمة:

الشفع والوتر من العبادات اليومية التي يؤديها المسلمون، وقد وردت العديد من النصوص الشرعية التي تدل على فضلهما وأهميتهما، وأنهما من السنن المؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، فالشفع ما يصلى قبل صلاة الفجر، والوتر ما يصلى بعدها، وقد ورد في السنة النبوية الشريفة أدعية وأذكار مخصوصة يستحب قولها في هاتين الصلاتين.

أولاً: فضل الشفع والوتر:

1. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من صلى البردين دخل الجنة”؛ والبردان هما: صلاة الفجر وصلاة العشاء، والشفع ما يصلى قبل صلاة الفجر.

2. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “وتر الله وتراً”، أي: كما يصلي العبد صلاة الوتر في الليل، فيقوم له الله تعالى قيامة في يوم القيامة حتى ينجيه من النار.

3. عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تدعوا الوتر”، أي: لا تتركوا صلاة الوتر، فإنها سنة نبوية مؤكدة، لها فضل كبير وأجر عظيم عند الله تعالى.

ثانيًا: حكم الشفع والوتر:

1. الشفع والوتر من السنن المؤكدة، وهي سنة متأكدة لا تجب على المسلم، لكن يستحب له أن يؤديها، لقوله صلى الله عليه وسلم: “لا تدعوا الوتر”، أي: لا تتركوه.

2. من ترك الشفع والوتر عمداً، فلا إثم عليه، ولا تلزمه كفارة، لأنه ليس بفرض ولا واجب، وإنما هو سنة مؤكدة يستحب أداءها.

3. من صلى الشفع والوتر بنية التقرب إلى الله تعالى، فإنه يُكتب له بكل ركعة منه أجر عظيم وثواب كبير، لقوله صلى الله عليه وسلم: “وتر الله وتراً”، أي: كما يصلي العبد صلاة الوتر في الليل، فيقوم له الله تعالى قيامة في يوم القيامة حتى ينجيه من النار.

ثالثًا: كيفية أداء الشفع والوتر:

1. يصلى الشفع قبل صلاة الفجر بركعتين، والوتر بركعة واحدة بعد صلاة العشاء، ويجوز أن يصلى بثلاث ركعات أو بخمس ركعات أو بسبع ركعات أو بتسع ركعات أو بإحدى عشرة ركعة، والأفضل أن يصلى بثلاث ركعات أو بخمس ركعات أو بسبع ركعات.

2. في كل ركعة من الشفع والوتر يُقرأ سورة الفاتحة وسورة قصيرة، ثم يُركع ويسجد، ثم يُقرأ سورة الفاتحة وسورة قصيرة أخرى، ثم يُركع ويسجد، ثم يُسلم.

3. بعد الانتهاء من صلاة الشفع والوتر، يُستحب أن يقول المسلم دعاء الوتر، وهو: “اللهم إني أعوذ بك من الكفر، والفقر، والظلم، والهرم، وأعوذ بك أن أُبتلى بمصيبة، وأعوذ بك من الجوع، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات، وأعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال”، ويجوز للمسلم أن يدعو بما شاء بعد دعاء الوتر.

رابعًا: آداب الشفع والوتر:

1. يستحب للمسلم أن يتوضأ قبل صلاة الشفع والوتر، وأن يرتدي ثيابًا نظيفة، وأن يستقبل القبلة، وأن ينوي صلاة الشفع والوتر لله تعالى.

2. يستحب للمسلم أن يقرأ في صلاة الشفع والوتر سورًا قصيرة، مثل سورة الكافرون وسورة الإخلاص وسورة الفلق وسورة الناس.

3. يستحب للمسلم أن يطمئن في ركوعه وسجوده، وأن يقرأ دعاء الوتر بعد الانتهاء من صلاة الشفع والوتر.

خامسًا: من يصلي الشفع والوتر:

1. يستحب للرجال والنساء صلاة الشفع والوتر، ويجوز للصبيان والبنات صلاة الشفع والوتر، لكن لا يُلزمون بها.

2. لا يُلزم المسافر بصلاة الشفع والوتر، لكن يُستحب له أن يصليها إذا استطاع، ويجوز للمريض أن يصلي الشفع والوتر قاعدًا أو مضطجعًا إذا لم يستطع القيام.

3. لا يُلزم الحائض والنفساء بصلاة الشفع والوتر، لكن يُستحب لهما أن تصلياها إذا استطاعتا.

سادسًا: وقت الشفع والوتر:

1. وقت صلاة الشفع هو ما بين صلاة العشاء وصلاة الفجر، ويجوز للمسلم أن يصلي الشفع في أي وقت من هذا الوقت، لكن الأفضل أن يصليه بعد صلاة العشاء وقبل النوم.

2. وقت صلاة الوتر هو ما بين صلاة العشاء وصلاة الفجر، ويجوز للمسلم أن يصلي الوتر في أي وقت من هذا الوقت، لكن الأفضل أن يصليه قبل النوم.

3. من فاتته صلاة الشفع والوتر، فإنه يجوز له أن يصليها في أي وقت من الليل أو النهار، لكن الأفضل أن يصليها قبل النوم.

سابعًا: حكم صلاة الشفع والوتر جماعة:

1. يجوز صلاة الشفع والوتر جماعة، لكنها سنة غير مؤكدة، ويجوز للمسلم أن يصلي الشفع والوتر منفردًا، ويجوز له أن يصليها جماعة مع غيره من المسلمين.

2. لا يُشترط لصحة صلاة الشفع والوتر جماعة أن يكون الإمام ذكرًا، بل يجوز أن تكون الإمام امرأة، ويجوز أن تكون الإمام صبيًا أو بنتًا.

3. من صلى الشفع والوتر جماعة، فإنه يُكتب له بكل ركعة منه أجر عظيم وثواب كبير، لقوله صلى الله عليه وسلم: “وتر الله وتراً”، أي: كما يصلي العبد صلاة الوتر في الليل، فيقوم له الله تعالى قيامة في يوم القيامة حتى ينجيه من النار.

الخاتمة:

الشفع والوتر من السنن المؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولهما فضل كبير وأجر عظيم عند الله تعالى، وقد وردت العديد من النصوص الشرعية التي تدل على فضلهما وأهميتهما، ويستحب للمسلم أن يؤديهما كل ليلة، كما يستحب له أن يتوضأ قبل صلاة الشفع والوتر، وأن يرتدي ثيابًا نظيفة، وأن يستقبل القبلة، وأن ينوي صلاة الشفع والوتر لله تعالى، ويجوز صلاة الشفع والوتر جماعة، لكنها سنة غير مؤكدة، ويجوز للمسلم أن يصلي الشفع والوتر منفردًا، ويجوز له أن يصليها جماعة مع غيره من المسلمين.

أضف تعليق