هل الغناء حرام

هل الغناء حرام

هل الغناء حرام؟

مقدمة

الغناء هو فن من الفنون التي يختلف الناس في حكمه، فمنهم من يرى أنه حرام، ومنهم من يرى أنه جائز، ومنهم من يرى أنه مكروه. وقد تعددت الآراء في هذه المسألة، وتباينت الأدلة التي استند إليها كل فريق. وفي هذا المقال، سنناقش حكم الغناء في الإسلام، مستعرضين الأدلة التي استند إليها كل من الفريقين، ثم نستخلص الرأي الراجح في هذه المسألة.

أدلة تحريم الغناء

هناك عدد من الأدلة التي استند إليها الفريق الذي يرى أن الغناء حرام، ومن أهمها:

القرآن الكريم: ورد في القرآن الكريم عدد من الآيات التي يمكن الاستدلال بها على تحريم الغناء، ومنها قوله تعالى: {وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} (سورة طه: 16). وقوله تعالى: {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ سَوْفَ تُسْأَلُونَ} (سورة الزخرف: 44). وقوله تعالى: {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا} (سورة الجن: 6).

السنة النبوية: ورد في السنة النبوية عدد من الأحاديث التي يمكن الاستدلال بها على تحريم الغناء، ومنها حديث أبي مالك الأشعري الذي رواه البخاري ومسلم، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف”. وحديث عبد الله بن مسعود الذي رواه أحمد والترمذي، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “الغناء ينبت النفاق في القلب”.

إجماع العلماء: اتفق جمهور العلماء على تحريم الغناء، ومنهم الأئمة الأربعة: أبو حنيفة، ومالك، والشافعي، وأحمد بن حنبل.

أدلة جواز الغناء

هناك عدد من الأدلة التي استند إليها الفريق الذي يرى أن الغناء جائز، ومن أهمها:

القرآن الكريم: ورد في القرآن الكريم عدد من الآيات التي يمكن الاستدلال بها على جواز الغناء، ومنها قوله تعالى: {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا} (سورة الجن: 6). وقوله تعالى: {وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْدِي إِلَى الرَّشَدِ} (سورة الأحقاف: 29).

السنة النبوية: ورد في السنة النبوية عدد من الأحاديث التي يمكن الاستدلال بها على جواز الغناء، ومنها حديث عائشة الذي رواه البخاري ومسلم، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسمع الغناء في بيت عائشة. وحديث أنس الذي رواه أحمد والترمذي، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إن من الشعر لحكمة”.

آثار الصحابة: نقل عن عدد من الصحابة أنهم كانوا يستمعون إلى الغناء، ومنهم عمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب، وعبد الله بن مسعود، وابن عباس.

الرأي الراجح في حكم الغناء

بعد عرض الأدلة التي استند إليها كل من الفريقين، نخلص إلى أن الرأي الراجح في حكم الغناء هو أنه جائز، وذلك للأسباب التالية:

عدم وجود نص صريح في القرآن الكريم أو السنة النبوية يحرِّم الغناء.

وجود عدد من الآيات والأحاديث التي يمكن الاستدلال بها على جواز الغناء.

نقل عن عدد من الصحابة أنهم كانوا يستمعون إلى الغناء.

إن الغناء فن من الفنون التي يمكن أن يكون مفيدًا للإنسان إذا استُخدم بالشكل الصحيح.

ضوابط الغناء المباح

إذا كان الغناء جائزًا، فهناك عدد من الضوابط التي يجب مراعاتها حتى يكون الغناء مباحًا، ومن أهمها:

ألا يكون الغناء فيه كلمات تخالف الشريعة الإسلامية، مثل كلمات الكفر أو الشرك أو الفحش أو السب أو الشتم.

ألا يكون الغناء مصحوبًا بآلات موسيقية محرَّمة، مثل الطبل والبوق والعود.

ألا يؤدي الغناء إلى إثارة الفتن أو الخصومات أو العداوات.

ألا يكون الغناء له تأثير سلبي على نفسية المستمع أو أخلاقه أو سلوكه.

خاتمة

وفي الختام، نؤكد على أن الغناء جائز في الإسلام إذا مراعي الضوابط الشرعية، وأن تحريمه ليس له أساس من الصحة.

أضف تعليق