هل الكلام البذيء ينقض الوضوء

هل الكلام البذيء ينقض الوضوء

هل الكلام البذيء ينقض الوضوء؟

مقدمة:

الوضوء من أهم العبادات التي أمر بها الإسلام، وهو شرط لصحة الصلاة، وقد اختلف الفقهاء في حكم الكلام البذيء على نقض الوضوء أم لا، فذهب بعضهم إلى أنه ينقض الوضوء مطلقًا، وذهب آخرون إلى أنه لا ينقض الوضوء إلا إذا كان بذيئًا جدًا، وذهب فريق ثالث إلى أن الكلام البذيء لا ينقض الوضوء مطلقًا.

أقوال الفقهاء في حكم الكلام البذيء على نقض الوضوء:

1. القول الأول: الكلام البذيء ينقض الوضوء مطلقًا:

يرى أصحاب هذا القول أن الكلام البذيء هو كل كلام فاحش أو قبيح أو فيه سخرية أو استهزاء، وأنه ينقض الوضوء مطلقًا، سواء كان بصوت عالٍ أو منخفض، وسواء كان موجهًا لشخص معين أو كان مجرد كلام عام.

2. القول الثاني: الكلام البذيء لا ينقض الوضوء إلا إذا كان بذيئًا جدًا:

يرى أصحاب هذا القول أن الكلام البذيء هو كل كلام فاحش أو قبيح أو فيه سخرية أو استهزاء، لكنه لا ينقض الوضوء إلا إذا كان بذيئًا جدًا، أي أنه يصل إلى درجة الفحش والبذاءة الشديدة.

3. القول الثالث: الكلام البذيء لا ينقض الوضوء مطلقًا:

يرى أصحاب هذا القول أن الكلام البذيء هو كل كلام فاحش أو قبيح أو فيه سخرية أو استهزاء، لكنه لا ينقض الوضوء مطلقًا، ولا يعتبر من مبطلات الوضوء.

أدلة القائلين بوجوب الطهارة من الكلام بذيء:

1. قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ﴾ [المائدة: 6].

2. قوله تعالى: ﴿وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا﴾ [المائدة: 6].

3. قوله صلى الله عليه وسلم: “لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ”.

أدلة القائلين بعدم وجوب الطهارة من الكلام بذيء:

1. قوله تعالى: ﴿وَلا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا﴾ [النساء: 43].

2. قوله صلى الله عليه وسلم: “إن الله لا يقبل صلاة من محدث حتى يتوضأ”.

3. إجماع الصحابة رضوان الله عليهم على أن الكلام البذيء لا ينقض الوضوء.

الراجح من الأقوال:

الراجح من أقوال الفقهاء في حكم الكلام البذيء على نقض الوضوء هو القول الثالث، وهو أن الكلام البذيء لا ينقض الوضوء مطلقًا، وذلك للأدلة التالية:

1. أن الكلام البذيء ليس من مبطلات الوضوء التي نص عليها القرآن الكريم أو السنة النبوية.

2. أن الصحابة رضوان الله عليهم لم يكونوا يتوضأون بعد الكلام البذيء.

3. أن الكلام البذيء لا يعتبر من النجاسة التي توجب الوضوء.

الخاتمة:

الكلام البذيء لا ينقض الوضوء، وذلك للأدلة الشرعية التي ذكرناها، ولكن يجب على المسلم أن يتجنب الكلام البذيء لأنه من الأخلاق السيئة، ويجب عليه أن يتحلى بالأخلاق الفاضلة والصفات الحسنة.

أضف تعليق