هل اللعن حرام

هل اللعن حرام

اللعن في الإسلام

المقدمة:

اللعن في اللغة العربية هو الطرد والإبعاد عن رحمة الله تعالى، وقد ورد ذكره في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة في مواضع عديدة، فما هو حكم اللعن في الإسلام؟ وهل هو جائز أم لا؟ وهل هناك شروط وأحكام يجب مراعاتها عند اللعن؟ هذا ما سنتعرف عليه في هذا المقال.

أحكام اللعن:

1. اللعن على الكافرين:

يجوز اللعن على الكافرين الذين يعلنون كفرهم ويحاربون الإسلام والمسلمين، وذلك لقوله تعالى: {وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ} [الأنعام: 108]، وقد فسر كثير من المفسرين هذه الآية بأنها تدل على جواز اللعن على الكافرين الذين يسبون الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم.

2. اللعن على المنافقين:

يجوز أيضًا اللعن على المنافقين الذين يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر، وذلك لقوله تعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا} [النساء: 145]، وقد فسر كثير من المفسرين هذه الآية بأنها تدل على جواز اللعن على المنافقين الذين يخدعون المسلمين ويضرون بهم.

3. اللعن على الفاسقين:

يجوز أيضًا اللعن على الفاسقين الذين يرتكبون المعاصي والكبائر، وذلك لقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا} [الأحزاب: 64-65]، وقد فسر كثير من المفسرين هذه الآية بأنها تدل على جواز اللعن على الفاسقين الذين يرتكبون المعاصي والكبائر.

4. اللعن على الظالمين:

يجوز أيضًا اللعن على الظالمين الذين يعتدون على حقوق الآخرين ويظلمونهم، وذلك لقوله تعالى: {أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ} [هود: 18]، وقد فسر كثير من المفسرين هذه الآية بأنها تدل على جواز اللعن على الظالمين الذين يعتدون على حقوق الآخرين ويظلمونهم.

5. اللعن على الكاذبين:

يجوز أيضًا اللعن على الكاذبين الذين يكذبون على الله تعالى وعلى رسله وعلى المؤمنين، وذلك لقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ} [العنكبوت: 69]، وقد فسر كثير من المفسرين هذه الآية بأنها تدل على جواز اللعن على الكاذبين الذين يكذبون على الله تعالى وعلى رسله وعلى المؤمنين.

6. اللعن على الفاسدين:

يجوز أيضًا اللعن على الفاسدين الذين يفسدون في الأرض وينشرون الرذيلة والفساد، وذلك لقوله تعالى: {فَإِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْمُفْسِدُونَ} [القصص: 85]، وقد فسر كثير من المفسرين هذه الآية بأنها تدل على جواز اللعن على الفاسدين الذين يفسدون في الأرض وينشرون الرذيلة والفساد.

7. اللعن على الشياطين:

يجوز أيضًا اللعن على الشياطين الذين يضلون الناس ويحرضونهم على المعاصي والكبائر، وذلك لقوله تعالى: {إِنَّ الشَّيْطَانَ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ} [البقرة: 268]، وقد فسر كثير من المفسرين هذه الآية بأنها تدل على جواز اللعن على الشياطين الذين يضلون الناس ويحرضونهم على المعاصي والكبائر.

الخاتمة:

اللعن في الإسلام جائز في الحالات التي ذكرناها، ولكن يجب أن يكون اللعن مقيدًا بالشروط والأحكام التي ذكرناها، وأن يكون خاليًا من الغضب والسباب والشتائم، وأن يكون مقصودًا به إظهار الغضب لله تعالى على من يستحقه، وأن يكون خاليًا من الدعاء بالويل والثبور وعظائم الأمور.

أضف تعليق