هل يجوز لعن الكافر

No images found for هل يجوز لعن الكافر

اللعن؛ ماهيته، حكمه، آدابه

مقدمة

اللعن لغةً هو الطرد والإبعاد. وشرعًا: هو الدعاء بالطرد من رحمة الله، وإبعاده عنها. واللعن قد يكون واجبًا وقد يكون مكروهًا وقد يكون حرامًا، وذلك باختلاف الملعون وحال اللاعن وسبب اللعن. وإنما يتوجب لعنه على جماعة من الناس: اليهود، والنصارى، والذين لم يدخلوا في دين الإسلام من المشركين، والذين يموتون وهم مصرين على الكفر مع علمهم به. فما حكم لعن الكافر؟

حكم لعن الكافر

1. لعن الكافر الأصلي

الكافر الأصلي هو الذي لم يدخل في الإسلام مطلقًا، سواء كان يهوديًا أو نصرانيًا أو وثنيًا أو غير ذلك.

حكم لعن الكافر الأصلي جائز باتفاق الفقهاء، وذلك لقوله تعالى: {وَلَعنهم الله وباءوا بغضب منه} [المائدة: 13]، وقوله تعالى: {أَوْلَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَغَضَبُ اللَّهِ} [البقرة: 89].

لا يجوز اللعن مطلقًا للكافر الأصلي الذي لم يبلغه الإسلام.

2. لعن المرتد

المرتد هو المسلم الذي ترك الإسلام واعتنق دينًا آخر أو أشرك بالله شيئًا.

حكم لعن المرتد واجب بالإجماع، لقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَنْ دِينِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [البقرة: 217].

لا يجوز لعن المرتد إذا تاب وعاد إلى الإسلام.

3. لعن المحارب

المحارب هو الكافر الذي يقاتل المسلمين، سواء كان كافرًا أصليًا أو مرتدًا.

حكم لعن المحارب جائز بالإجماع، وذلك لقوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ} [محمد: 28].

يجب لعن المحارب إذا كان محاربًا للمسلمين في سبيل الله.

4. لعن المنافق

المنافق هو الذي يظهر الإسلام ويبطن الكفر، أو الذي يقول شيئًا ويفعل عكسه.

حكم لعن المنافق جائز بالإجماع، لقوله تعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ} [النساء: 145].

يجب لعن المنافقين إذا كانوا يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر.

5. لعن الفاسق

الفاسق هو المسلم الذي يرتكب المعاصي والكبائر.

حكم لعن الفاسق مكروه بالإجماع، لقوله تعالى: {وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ} [الأنعام: 108].

لا يجوز لعن الفاسق مطلقًا، بل يجب نصحه وإرشاده إلى طريق الصواب.

6. لعن الميت

حكم لعن الميت مكروه بالإجماع، لقوله تعالى: {وَلَا تَسُبُّوا الْمَوْتَى} [الأعراف: 159].

لا يجوز لعن الميت مطلقًا، بل يجب الاستغفار له والدعاء له بالرحمة والمغفرة.

إذا كان الميت كافرًا أو فاسقًا أو منافقًا، فلا يجوز لعنه مطلقًا، بل يجب الاستغفار له والدعاء له بالهداية والتوبة.

آداب اللعن

1. أن يكون اللعن مقصودًا به وجه الله تعالى، لا لغرض دنيوي أو لإهانة الملعون.

2. أن يكون اللعن بالدعاء المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم، أو بلفظ عام لا يتضمن سبًا أو شتمًا.

3. أن يكون اللعن بالدعاء على الملعون بما يستحق من العذاب، لا بما لا يستحقه.

الخاتمة

اللعن هو الدعاء بالطرد من رحمة الله، وإبعاده عنها. واللعن قد يكون واجبًا وقد يكون مكروهًا وقد يكون حرامًا، وذلك باختلاف الملعون وحال اللاعن وسبب اللعن. ويجب على المسلم أن يتجنب اللعن إلا في الحالات التي أباحها الشرع، وأن يلتزم بآداب اللعن حتى لا يقع في الحرام.

أضف تعليق