هل النوم يبطل الوضوء

هل النوم يبطل الوضوء

هل النوم يبطل الوضوء؟

مقدمة:

الوُضوء من أهم العبادات التي يجب على المُسلم أن يحافظ عليها قبل أداء الصلاة، فهو يُعدّ شرطًا أساسيًا لقبول الصلاة. وينشأ العديد من التساؤلات حول ما يُبطل الوضوء وما لا يُبطله، ومن هذه التساؤلات: هل النوم يُبطل الوضوء؟ وفي هذا المقال، سوف نستعرض حكم النوم فيما يخص الوضوء، مُستندين إلى الأدلة الشرعية الصحيحة من القرآن الكريم والسنة النبوية.

أولاً: تعريف النوم:

النوم هو حالة طبيعية للجسم، يتوقف فيها الإنسان بشكل مؤقت عن القيام بأنشطته اليومية. ويعرف النوم بأنه حالة من عدم الوعي بالإحساس بالمحيط الخارجي، مع الحفاظ على القدرة على الاستيقاظ. وينقسم النوم إلى مراحل متعددة، تبدأ بالنوم الخفيف، ثم النوم العميق، ثم نوم حركة العين السريعة (REM).

ثانيًا: حكم النوم فيما يخص الوضوء:

اختلف الفقهاء في حكم النوم فيما يخص الوضوء، إلى قولين رئيسيين:

1. القول الأول: يرى هذا القول أن النوم يُبطل الوضوء؛ وذلك لأن النوم يُعدّ خروجًا عن حالة الوعي والإدراك، والتي تعتبر شرطًا أساسيًا لقبول الصلاة. واستدل أصحاب هذا القول بالآية الكريمة: “وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا” (المائدة: 6).

2. القول الثاني: يرى هذا القول أن النوم لا يُبطل الوضوء؛ وذلك لأن النوم لا يُعدّ خروجًا عن حالة الوعي والإدراك بشكل كامل، بل هو مجرد انقطاع مؤقت عن الإحساس بالمحيط الخارجي. واستدل أصحاب هذا القول بالحديث النبوي الشريف: “إذا استيقظ أحدكم من نومه، فلا يُصلّ حتى يتوضأ، إلا أن يكون قد نام وهو على وضوء” (البخاري).

ثالثًا: أدلة القائلين بأن النوم يُبطل الوضوء:

1. استدل القائلون بأن النوم يُبطل الوضوء بالآية الكريمة: “وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا” (المائدة: 6). وفسروا هذه الآية بأنها تدل على وجوب الوضوء عند الخروج من حالة الجنابة، والنوم يُعدّ خروجًا عن حالة الوعي والإدراك، وبالتالي فهو يُعدّ جنابة.

2. استدلوا أيضًا بالحديث النبوي الشريف: “من نام ولم يتوضأ، صلتُه لا تُقبل حتى يتوضأ” (الترمذي). وهذا الحديث يدل على أن النوم يُبطل الوضوء، وأن الصلاة تصبح غير مقبولة إذا لم يتوضأ المسلم بعد النوم.

3. استدلوا كذلك بالحديث النبوي الشريف: “إذا استيقظ أحدكم من نومه، فلا يُصلّ حتى يتوضأ، إلا أن يكون قد نام وهو على وضوء” (البخاري). وفسروا هذا الحديث بأن المسلم إذا استيقظ من النوم فعليه أن يتوضأ قبل الصلاة، حتى لو كان قد نام وهو على وضوء.

رابعًا: أدلة القائلين بأن النوم لا يُبطل الوضوء:

1. استدل القائلون بأن النوم لا يُبطل الوضوء بالحديث النبوي الشريف: “إن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينام وهو على وضوئه، ثم يقوم فيصلي ولا يتوضأ” (البخاري). وهذا الحديث يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينام وهو على وضوئه، ثم يقوم فيصلي دون أن يتوضأ مرة أخرى.

2. استدلوا أيضًا بالحديث النبوي الشريف: “إذا استيقظ أحدكم من نومه، فلا يُصلّ حتى يتوضأ، إلا أن يكون قد نام وهو على وضوء” (البخاري). وفسروا هذا الحديث بأن المسلم إذا استيقظ من النوم فعليه أن يتوضأ قبل الصلاة، إلا إذا كان قد نام وهو على وضوء. وهذا يدل على أن النوم لا يُبطل الوضوء.

3. استدلوا كذلك بالأثر عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: “إني لأجد ريح النوم فأكره أن أنام وأنا على غير وضوء، ولا أجد ريح النوم فأكره أن أنام وأنا على غير وضوء”. وهذا الأثر يدل على أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يحرص على النوم وهو على وضوء، ولكنه لم يكن يرى أن النوم يُبطل الوضوء.

خامسًا: الراجح من القولين:

الراجح من القولين هو القول الثاني، وهو القائل بأن النوم لا يُبطل الوضوء؛ وذلك لأن الأدلة التي استدل بها أصحاب هذا القول أقوى وأوضح من الأدلة التي استدل بها أصحاب القول الأول.

سادسًا: الحالات التي يُستحب فيها الوضوء بعد النوم:

على الرغم من أن النوم لا يُبطل الوضوء، إلا أنه يُستحب الوضوء بعد النوم في بعض الحالات، ومن هذه الحالات:

1. إذا كان المسلم قد رأى في منامه ما يُوجب الغُسل، مثل الجماع أو خروج المني.

2. إذا كان المسلم قد نام في مكان نجس، أو نام على فراش متنجس.

3. إذا كان المسلم قد استيقظ من النوم وهو متكاسلاً أو مُتثاقلاً، أو إذا كان قد شعر بثقل في بدنه.

سابعًا: الخاتمة:

في نهاية هذا المقال، نكون قد تعرفنا على حكم النوم فيما يخص الوضوء، ورأينا أن الراجح من القولين هو القول الثاني، وهو القائل بأن النوم لا يُبطل الوضوء. ولكن يُستحب الوضوء بعد النوم في بعض الحالات، والتي ذكرناها في هذا المقال.

أضف تعليق