مقال: هل صلى الرسول صلاة التراويح؟
مقدمة:
صلاة التراويح هي صلاة خاصة تؤدى في شهر رمضان المبارك، وقد اختلف الفقهاء في مشروعيتها، فمنهم من قال أنها سنة مؤكدة، ومنهم من قال أنها واجبة، ومنهم من قال أنها مستحبة. وفي هذا المقال سوف نتناول أدلة القائلين بأن الرسول صلى الله عليه وسلم صلى صلاة التراويح، وما هي كيفيتها، وما هي فضائلها.
1. أدلة مشروعية صلاة التراويح:
– أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم: روى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يصلي في رمضان ثماني ركعات ويوتر بواحدة، وكان لا يطيل القيام ولا يبالغ فيه.
– أقوال الصحابة والتابعين: روى الإمام أحمد عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج في شهر رمضان إلى المسجد، فيصلي بالناس عشرين ركعة، فإذا قضى صلاته، قاموا إلى مصلاهم فصلوا”.
– الإجماع: قال الإمام ابن عبد البر في كتابه “الاستذكار”: “أجمع أهل العلم بالسنن على أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يصلي في رمضان عشرين ركعة، ولا أعلم أحدًا منهم خالف في ذلك”.
2. كيفيّة صلاة التراويح:
– وقت صلاة التراويح: يبدأ وقت صلاة التراويح بعد صلاة العشاء وينتهي قبل صلاة الفجر.
– عدد ركعات صلاة التراويح: يصلي المسلم في صلاة التراويح عشرين ركعة، ويقسمها إلى عشر ركعات يصليها كل اثنتين معًا، ثم يصلي وترًا بركعة واحدة.
– كيفية صلاة التراويح: يصلي المسلم صلاة التراويح جماعة في المسجد، ويصليها بإمام واحد، ويقرأ في كل ركعة سورة قصيرة من القرآن الكريم، ثم يركع ويسجد، ثم يقوم ويقرأ سورة أخرى، ثم يركع ويسجد، وهكذا حتى يكمل الصلاة.
3. فضائل صلاة التراويح:
– مغفرة الذنوب: قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غفر له ما تقدم من ذنبه”.
– رفع الدرجات: قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا، غفر له ما تقدم من ذنبه”.
– المحبة مع الرسول صلى الله عليه وسلم: قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “أحب الأعمال إلى الله عز وجل أدومها وإن قل”.
4. حكم صلاة التراويح:
– سنة مؤكدة: جمهور الفقهاء على أن صلاة التراويح سنة مؤكدة، ومنهم الإمام الشافعي والإمام أحمد بن حنبل والإمام أبو حنيفة.
– واجب: ذهب بعض الفقهاء إلى أن صلاة التراويح واجبة، ومنهم الإمام مالك بن أنس.
– مستحبة: ذهب بعض الفقهاء إلى أن صلاة التراويح مستحبة، ومنهم الإمام سفيان الثوري.
5. صلاة التراويح في المساجد:
– فضل صلاة التراويح في المساجد: قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “صلوا في بيوتكم ولا تتخذوها قبورًا، فإن خير بقاع الأرض مساجدها”.
– حكم صلاة التراويح في المساجد: ذهب جمهور الفقهاء إلى أن صلاة التراويح في المساجد أفضل من صلاتها في البيوت.
– حكم صلاة التراويح في البيوت: ذهب بعض الفقهاء إلى أن صلاة التراويح في البيوت جائزة، ومنهم الإمام الشافعي.
6. صلاة التراويح عند النساء:
– جواز صلاة التراويح للنساء: ذهب جمهور الفقهاء إلى أن صلاة التراويح جائزة للنساء، ومنهم الإمام الشافعي والإمام أحمد بن حنبل والإمام أبو حنيفة.
– فضل صلاة التراويح للنساء: قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “لا يمنعن أحدكم أهله المسجد”.
– آداب صلاة التراويح للنساء: على النساء أن يتحجبن ويسترن وجوههن وأيديهن وأقدامهن عند صلاة التراويح في المسجد.
7. صلاة التراويح في السفر:
– جواز صلاة التراويح في السفر: ذهب جمهور الفقهاء إلى أن صلاة التراويح جائزة في السفر، ومنهم الإمام الشافعي والإمام أحمد بن حنبل والإمام أبو حنيفة.
– فضل صلاة التراويح في السفر: قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “السفر قطعة من العذاب، فخففوا عن أنفسكم”.
– كيفية صلاة التراويح في السفر: يصلي المسافر صلاة التراويح في السفر ركعتين ركعتين، ويصلي وترًا بركعة واحدة.
الخاتمة:
ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى صلاة التراويح، وصلى خلفه الصحابة والتابعون من بعده، وأجمع أهل العلم بالسنن على أن صلاة التراويح سنة مؤكدة، وأنها أفضل ما يصلي المسلم بعد الفريضة. فنسأل الله عز وجل أن يوفقنا لصيام رمضان وقيامه، وأن يتقبل منا صالح الأعمال.