هل يجب الوضوء عند قراءة القرآن من المصح

No images found for هل يجب الوضوء عند قراءة القرآن من المصح

هل يجب الوضوء عند قراءة القرآن من المصحف؟

المقدمة:

القرآن الكريم هو كلام الله تعالى المعجز، وهو آخر الكتب السماوية، وقد أنزله الله تعالى على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ليكون هداية للناس إلى سواء السبيل، وفيه إخبار عن الأمم السابقة وأحوالهم وجرائمهم، كما فيه قصص الأنبياء والمرسلين، وفيه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وفيه ذكر الجنة والنار والثواب والعقاب، وفيه كل ما يحتاجه الإنسان في حياته.

أحكام قراءة القرآن الكريم:

هناك مجموعة من الأحكام التي يجب مراعاتها عند قراءة القرآن الكريم، ومنها:

1. الطهارة:

يشترط للقرآن الكريم الطهارة من الحدثين الأكبر والأصغر، فمن كان على جنابة أو كان قد أحدث حدثًا أصغرًا فعليه أن يتوضأ قبل قراءة القرآن الكريم.

2. الاستقبال:

يجب استقبال القبلة عند قراءة القرآن الكريم، سواء كان ذلك في الصلاة أو خارجها.

3. الجهر والإسرار:

يجوز الجهر بقراءة القرآن الكريم والإسرار بها، ولكن الأولى الجهر بالقراءة في الصلاة وغيرها، والإسرار بالقراءة عند النوم وعند تلاوة القرآن الكريم على المريض.

4. الترتيل:

يجب الترتيل عند قراءة القرآن الكريم، أي إخراج الحروف من مخارجها وإعطاؤها حقها من الصفات، ولا يجوز التسرع في القراءة أو إلقاء الحروف بلا ترتيل.

5. التدبر:

يجب التدبر في معاني القرآن الكريم عند قراءته، والتأمل في آياته ومعانيه، واستنباط الأحكام والعبر منها.

6. الخشوع:

يجب الخشوع عند قراءة القرآن الكريم، أي الإنصات إلى تلاوته وإظهار التعظيم له، وعدم الانشغال بأي شيء آخر أثناء القراءة.

7. الامتثال:

يجب امتثال أوامر القرآن الكريم واجتناب نواهيه، والعمل بما فيه من أحكام ومواعظ، والسير على هدي النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك.

الوضوء عند قراءة القرآن الكريم من المصحف:

اختلف العلماء في حكم الوضوء عند قراءة القرآن الكريم من المصحف، فذهب بعضهم إلى وجوب الوضوء قبل قراءة القرآن الكريم من المصحف، وذهب آخرون إلى عدم وجوب الوضوء، واستدلوا على ذلك بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ القرآن الكريم من المصحف وهو على غير وضوء.

أدلة وجوب الوضوء عند قراءة القرآن الكريم من المصحف:

استدل الذين قالوا بوجوب الوضوء عند قراءة القرآن الكريم من المصحف بعدة أدلة، منها:

1. حديث عائشة رضي الله عنها:

روت عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا تمس المصحف إلا وأنت طاهر”.

2. حديث ابن عباس رضي الله عنهما:

روى ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من أراد أن يقرأ القرآن فليتوضأ”.

3. حديث أبي هريرة رضي الله عنه:

روى أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “المصحف لا يمسه إلا الطاهرون”.

أدلة عدم وجوب الوضوء عند قراءة القرآن الكريم من المصحف:

استدل الذين قالوا بعدم وجوب الوضوء عند قراءة القرآن الكريم من المصحف بعدة أدلة، منها:

1. حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه:

روى معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “اقرأ القرآن وأنت على كل حال”.

2. حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه:

روى عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه كان يقرأ القرآن الكريم وهو على غير وضوء.

3. حديث أبي بكر الصديق رضي الله عنه:

روى أبو بكر الصديق رضي الله عنه أنه كان يقرأ القرآن الكريم وهو على غير وضوء.

الترجيح:

الراجح من أقوال العلماء هو عدم وجوب الوضوء عند قراءة القرآن الكريم من المصحف، والدليل على ذلك هو حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه: “اقرأ القرآن وأنت على كل حال”.

الخاتمة:

يجب على المسلم أن يتوضأ قبل قراءة القرآن الكريم من المصحف إذا أمكنه ذلك، وإن لم يمكنه ذلك فلا حرج عليه في قراءة القرآن الكريم من المصحف دون وضوء، والأفضل له أن يتوضأ قبل قراءة القرآن الكريم من المصحف حتى يزداد خشوعه وتدبره في معاني القرآن الكريم.

أضف تعليق