هل يجوز اخراج زكاة الفطر للمستشفيات

هل يجوز اخراج زكاة الفطر للمستشفيات

العنوان: هل تجوز إخراج زكاة الفطر للمستشفيات؟

المقدمة:

زكاة الفطر هي أحد أركان الإسلام الخمسة، وهي واجبة على كل مسلم ومسلمة، وقد حدد الفقهاء مقدارها بصاع من الطعام، ويجوز إخراجها نقدًا بقيمته، وقد اختلف الفقهاء في جواز إخراجها للمستشفيات، فمنهم من أجاز ذلك، ومنهم من منعه، وفي هذا المقال سنتناول أدلة الفريقين بالتفصيل.

1- أدلة جواز إخراج زكاة الفطر للمستشفيات:

– من الأدلة التي استدل بها المجيزون لإخراج زكاة الفطر للمستشفيات، حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه الذي قال فيه: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا أن نخرج زكاة الفطر صاعًا من تمر، أو صاعًا من شعير، أو صاعًا من زبيب، أو صاعًا من أقط”، وهذا الحديث يدل على أن زكاة الفطر تؤدى من هذه الأصناف الأربعة، ولم يرد في الحديث ما يمنع إخراجها للمستشفيات.

– من الأدلة أيضًا أن المستشفيات هي من مصارف الزكاة الثمانية التي حددها الله تعالى في سورة التوبة، حيث قال تعالى: “إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ”. ومن المعلوم أن المستشفيات تقدم خدمات طبية للمرضى، وهذا يدخل في باب الإنفاق في سبيل الله.

– من الأدلة أيضًا أن إخراج زكاة الفطر للمستشفيات فيه تحقيق لمقاصد الزكاة، وهي تطهير النفس من البخل والشح، وتنمية روح التكافل الاجتماعي، ومساعدة الفقراء والمساكين، وتحقيق العدل الاجتماعي، ونشر الخير في المجتمع.

2- أدلة منع إخراج زكاة الفطر للمستشفيات:

– من الأدلة التي استدل بها المانعون لإخراج زكاة الفطر للمستشفيات، حديث ابن عباس رضي الله عنهما الذي قال فيه: “فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر صاعًا من تمر، أو صاعًا من شعير، على العبد والحر، والذكر والأنثى، والصغير والكبير، من المسلمين”، وهذا الحديث يدل على أن زكاة الفطر تؤدى من هذه الأصناف الأربعة فقط، ولم يرد في الحديث ما يدل على أنه يجوز إخراجها للمستشفيات.

– من الأدلة أيضًا أن المستشفيات ليست من مصارف الزكاة الثمانية التي حددها الله تعالى في سورة التوبة، حيث قال تعالى: “إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ”، ومن المعلوم أن المستشفيات ليست من هذه المصارف.

– من الأدلة أيضًا أن إخراج زكاة الفطر للمستشفيات قد يؤدي إلى عدم وصولها إلى مستحقيها، حيث أن المستشفيات قد تستخدم هذه الأموال في أغراض أخرى غير مساعدة الفقراء والمساكين.

الخلاصة:

بعد عرض أدلة الفريقين يتبين أن الخلاف بينهما في جواز إخراج زكاة الفطر للمستشفيات خلاف اجتهادي، وليس خلافًا قطعيًا، وأن لكل فريق أدلته التي يستند إليها، وأن المسلم مخير في إخراج زكاة فطره للمستشفيات أو لغيرها من مصارف الزكاة الثمانية، ولا حرج عليه في أي من الأمرين.

أضف تعليق