هل يجوز إفطار يوم عرفة ؟
المقدمة:
يوم عرفة هو يوم وقفة الحجّ، وهو اليوم التاسع من شهر ذي الحجة، وهو أحد أيام العيد في الإسلام، ويُعد يوم عرفة يومًا عظيمًا ومباركًا عند المسلمين، وهو يوم مغفرة الذنوب والعتق من النار، وقد ورد في السنة النبوية أحاديث كثيرة فضّلت صيام يوم عرفة، وبيّنت عظيم أجره وثوابه، فهل يجوز إفطار يوم عرفة؟
فضل صيام يوم عرفة:
إن صيام يوم عرفة له فضل كبير وأجر عظيم، فقد روى الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “صيام يوم عرفة كفارة لسنتين ماضية ومقبلة”.
حكمة صيام يوم عرفة:
إن حكمة صيام يوم عرفة تكمن في أنه يوم وقفة الحجّ، وهو اليوم الذي يقف فيه الحجاج على جبل عرفة، وهو الموقف الأعظم في الحج، ويناجون الله تعالى ويتضرّعون إليه بالدعاء والمغفرة، ويستغفرون ذنوبهم ويتوبون إليه، لذلك فإن صيام هذا اليوم يُساعد الحجاج على التفرّغ للعبادة والذكر والدعاء، ويُعينهم على تحمل مشاق الحجّ وصعوباته.
أحكام صيام يوم عرفة:
يُستحب صيام يوم عرفة لكل مسلم ومسلمة قادرين على الصيام، ويُكره صيامه للحاج المتمتع والمستمتع، ولا يجوز صيامه للحاج القارن والمفرد، وذلك لأن صيام يوم عرفة يُبطل الحجّ القارن والمفرد، أما الحاج المتمتع والمستمتع فيجوز لهما صيام يوم عرفة إن شاءا، ويُستحب لهما الإفطار إن كان صيامهما يُشقهما عن أداء مناسك الحجّ.
جواز إفطار يوم عرفة:
يجوز إفطار يوم عرفة للحاج القارن والمفرد، وذلك لأن صيام يوم عرفه يُبطل الحجّ القارن والمفرد، وقد قال الإمام الشافعي رحمه الله: “إن صيام يوم عرفة للحاج المتمتع والمستمتع مكروه، ولا بأس به للحاج القارن والمفرد”.
أسباب جواز إفطار يوم عرفة:
هناك بعض الأسباب التي تجيز إفطار يوم عرفة، منها:
المرض: إذا كان المسلم مريضًا أو ضعيفًا، أو كان صيامه يضر بصحته، فإن صيامه ليوم عرفة حرام، ويجب عليه الإفطار.
السفر: إذا كان المسلم مسافرًا، فإن صيامه ليوم عرفة جائز، ولا حرج عليه في ذلك.
الحمل والرضاعة: إذا كانت المرأة حاملاً أو مرضعة، فإن صيامها ليوم عرفة جائز، ولا حرج عليها في ذلك.
الخاتمة:
إن صيام يوم عرفة يُعد من الأعمال الصالحة التي يُستحب للمسلمين القيام بها، لما له من فضل وأجر عظيم، ولكن يجوز إفطار يوم عرفة للحاج القارن والمفرد، ولمن كان مريضًا أو ضعيفًا، أو كان في سفر، أو كانت امرأة حاملًا أو مرضعة.