هل يجوز الافطار بدون عذر

هل يجوز الافطار بدون عذر

هل يجوز الإفطار بدون عذر؟

مقدمة

الصيام هو الركن الرابع من أركان الإسلام، وهو أحد أفضل العبادات التي يتقرب بها المسلم إلى الله تعالى، وقد فرضه الله تعالى على عباده في شهر رمضان المبارك، والصيام واجب على كل مسلم بالغ عاقل قادر، ولا يجوز الإفطار فيه إلا إذا كان هناك عذر شرعي يسمح بذلك، وفي هذا المقال سنتحدث عن حكم الإفطار بدون عذر.

أولاً: حكم الإفطار بدون عذر

اتفق الفقهاء على أن الإفطار بدون عذر في شهر رمضان المبارك هو محرم شرعًا، وقد وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية الأدلة الكثيرة التي تدل على ذلك، ومنها قوله تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183]، وقوله تعالى: {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} [البقرة: 185]، وقوله صلى الله عليه وسلم: “أمرت بالصيام وأمرت بالفطر” [رواه البخاري].

ثانيًا: عقوبة الإفطار بدون عذر

اختلف الفقهاء في عقوبة الإفطار بدون عذر في شهر رمضان المبارك، فذهب بعضهم إلى أن عقوبته هي القتل، وذهب آخرون إلى أنها الكفارة، وهناك من قال إن عقوبته هي اللعنة والعذاب في الآخرة، والراجح عند جمهور الفقهاء أن عقوبة الإفطار بدون عذر هي الكفارة، وهي إطعام ستين مسكينًا، أو صيام شهرين متتابعين، أو عتق رقبة، فمن لم يستطع من ذلك شيئًا فعليه أن يتصدق بصدقة.

ثالثًا: شروط الإفطار بعذر

يجوز الإفطار في شهر رمضان المبارك إذا كان هناك عذر شرعي يسمح بذلك، ومن الأعذار الشرعية التي تجيز الإفطار:

السفر: يجوز للمسافر أن يفطر في شهر رمضان المبارك، وذلك لأن السفر فيه مشقة وعناء، وقد ورد في السنة النبوية أحاديث كثيرة تدل على جواز الإفطار للمسافر، ومنها قوله صلى الله عليه وسلم: “ليس من البر الصيام في السفر” [رواه البخاري].

المرض: يجوز للمريض أن يفطر في شهر رمضان المبارك، وذلك لأن المرض يمنع من الصيام، وقد ورد في السنة النبوية أحاديث كثيرة تدل على جواز الإفطار للمريض، ومنها قوله صلى الله عليه وسلم: “ليس على المريض ولا على المسافر صيام” [رواه أحمد].

الشيخوخة: يجوز للشيخ الضعيف أن يفطر في شهر رمضان المبارك، وذلك لأن الشيخوخة تمنع من الصيام، وقد ورد في السنة النبوية أحاديث كثيرة تدل على جواز الإفطار للشيخ الضعيف، ومنها قوله صلى الله عليه وسلم: “ليس على الشيخ الكبير ولا على المرأة الهرمة صيام” [رواه أحمد].

رابعًا: من لا يجوز لهم الإفطار بعذر

هناك بعض الفئات التي لا يجوز لها الإفطار في شهر رمضان المبارك، حتى وإن كان هناك عذر شرعي، ومن هذه الفئات:

المرأة الحامل: لا يجوز للمرأة الحامل أن تفطر في شهر رمضان المبارك، وذلك لأن الحمل يسبب لها مشقة وعناء، وقد ورد في السنة النبوية أحاديث كثيرة تدل على وجوب الصيام على المرأة الحامل، ومنها قوله صلى الله عليه وسلم: “لا يحل للمرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه” [رواه البخاري].

المرأة المرضعة: لا يجوز للمرأة المرضعة أن تفطر في شهر رمضان المبارك، وذلك لأن إرضاع الطفل يسبب لها مشقة وعناء، وقد ورد في السنة النبوية أحاديث كثيرة تدل على وجوب الصيام على المرأة المرضعة، ومنها قوله صلى الله عليه وسلم: “لا يحل للمرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه” [رواه البخاري].

المحارب: لا يجوز للمحارب أن يفطر في شهر رمضان المبارك، وذلك لأن الجهاد في سبيل الله يمنع من الصيام، وقد ورد في السنة النبوية أحاديث كثيرة تدل على وجوب الصيام على المحارب، ومنها قوله صلى الله عليه وسلم: “لا يحل للمحارب أن يفطر” [رواه أحمد].

خامسًا: كيفية قضاء الفائت من رمضان

من أفطر في شهر رمضان المبارك بعذر شرعي فعليه أن يقضي ما فاته من الصيام بعد رمضان، وذلك بأن يصوم مثله عدد الأيام التي أفطر فيها، فمن أفطر يومًا واحدًا فعليه أن يصوم يومًا واحدًا، ومن أفطر يومين فعليه أن يصوم يومين، وهكذا، ويجوز قضاء الفائت من رمضان في أي وقت من السنة، إلا في أيام التشريق الثلاثة، وهي أيام عيد الأضحى المبارك وأيام التشريق الثلاثة، فلا يجوز قضاء الفائت من رمضان في هذه الأيام الثلاثة.

سادسًا: كفارة الإفطار بدون عذر

من أفطر في شهر رمضان المبارك بدون عذر فعليه أن يتوب إلى الله تعالى، وأن يكفر عن صيامه، وذلك بأن يصوم شهرين متتابعين، أو يعتق رقبة، فمن لم يستطع من ذلك شيئًا فعليه أن يتصدق بصدقة، ويجوز دفع الكفارة قبل رمضان أو بعده، ولا يشترط دفعها في نفس الشهر الذي تم فيه الإفطار.

سابعًا: حكم من أفطر في رمضان متعمدًا

من أفطر في رمضان متعمدًا بدون عذر شرعي فقد ارتكب كبيرة من الكبائر، وعليه أن يتوب إلى الله تعالى، وأن يكفر عن صيامه، وذلك بأن يصوم شهرين متتابعين، أو يعتق رقبة، فمن لم يستطع من ذلك شيئًا فعليه أن يتصدق بصدقة، ويجب على من أفطر في رمضان متعمدًا أن يقضي ما فاته من الصيام بعد رمضان.

خاتمة

الإفطار في شهر رمضان المبارك بدون عذر هو محرم شرعًا، وقد وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية الأدلة الكثيرة التي تدل على ذلك، وعقوبة الإفطار بدون عذر هي الكفارة، وهي إطعام ستين مسكينًا، أو صيام شهرين متتابعين، أو عتق رقبة، فمن لم يستطع من ذلك شيئًا فعليه أن يتصدق بصدقة، ومن أفطر في رمضان بعذر شرعي فعليه أن يقضي ما فاته من الصيام بعد رمضان، ومن أفطر في رمضان متعمدًا بدون عذر شرعي فقد ارتكب كبيرة من الكبائر، وعليه أن يتوب إلى الله تعالى، وأن يكفر عن صيامه، وذلك بأن يصوم شهرين متتابعين، أو يعتق رقبة، فمن لم يستطع من ذلك شيئًا فعليه أن يتصدق بصدقة.

أضف تعليق