هل يجوز الجماع في رمضان

هل يجوز الجماع في رمضان

المقدمة:

رمضان شهرٌ عظيمٌ مبارك، أنزل فيه القرآن الكريم، وفُرض فيه الصيام، وهو من أركان الإسلام الخمسة، وفيه ليلة القدر التي هي خيرٌ من ألف شهرٍ. ومن الأمور التي يكثر السؤال عنها حكم الجماع في رمضان، وما هي الأحكام الشرعية المتعلقة به. وفي هذا المقال نستعرض حكم الجماع في رمضان وأحكامه بالتفصيل.

1. حكم الجماع في رمضان:

الجماع في رمضان محرَّمٌ شرعًا وهو من المفطرات التي تُبطل الصيام، ويجب على المسلم الامتناع عنه من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، لقوله تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمْ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ} [البقرة: 187].

2. كفارة الجماع في رمضان:

إذا وقع الجماع في رمضان عمدًا، فإن كفارته هي عتق رقبة، فإن لم يجد فعليه صيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع فعليه إطعام ستين مسكينًا، لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَن أصاب من أهله في رمضان، فعليه عتق رقبة، فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكينًا”.

3. شروط كفارة الجماع في رمضان:

يشترط لصحة كفارة الجماع في رمضان عدة شروط، منها:

– أن تكون الرقبة التي يُعتقها المسلم مملوكة له ملكًا تامًّا.

– أن يكون صيام الشهرين متتابعين بدون أي انقطاع.

– أن يكون إطعام الستين مسكينًا من طعام جيدٍ، ويكون مقدار الإطعام لكل مسكين مدًّا من الطعام.

4. حكم من جامع في رمضان ناسياً:

إذا جامع المسلم في رمضان ناسياً ولم يتذكر إلا بعد الجماع، فإن صومه صحيحٌ ولا شيء عليه، لقوله تعالى: {رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} [البقرة: 286].

5. حكم من جامع في رمضان مكرهًا:

إذا جامع المسلم في رمضان مكرهًا، فإن صومه صحيحٌ ولا شيء عليه، لقوله تعالى: {إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ} [النحل: 106].

6. حكم من جامع في رمضان جاهلاً:

إذا جامع المسلم في رمضان جاهلاً بحرمته، فإن صومه صحيحٌ ولا شيء عليه، لقوله تعالى: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ} [الأحزاب: 5].

7. حكم من جامع في رمضان معتقدًا جوازه:

إذا جامع المسلم في رمضان معتقدًا جوازه، فإن صومه باطلٌ وعليه التوبة والاستغفار، وعليه قضاء ذلك اليوم، لقوله تعالى: {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} [البقرة: 184].

الخاتمة:

الجماع في رمضان محرَّم شرعًا وهو من المفطرات التي تُبطل الصيام، ويجب على المسلم الامتناع عنه من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، وإذا وقع الجماع في رمضان عمدًا، فإن كفارته هي عتق رقبة، فإن لم يجد فعليه صيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع فعليه إطعام ستين مسكينًا. وإذا جامع المسلم في رمضان ناسياً أو مكرهًا أو جاهلاً، فإن صومه صحيحٌ ولا شيء عليه. أما إذا جامع معتقدًا جوازه، فإن صومه باطلٌ وعليه التوبة والاستغفار، وعليه قضاء ذلك اليوم.

أضف تعليق