الزكاة: تعريف، أحكام، وشروط وجوبها
الزكاة هي أحد أركان الإسلام الخمسة، وهي فريضة مالية واجبة على كل مسلم ومسلمة قادرين. تؤخذ الزكاة من الأموال النامية التي بلغت حد النصاب، وتوزع على المصارف الثمانية التي حددها القرآن الكريم.
الزكاة لغير المسلم: أحكام وآراء العلماء
اختلف العلماء في حكم الزكاة لغير المسلم، فمنهم من أجازها ومنهم من منعها. وفيما يلي بيان آراء العلماء في هذه المسألة:
1. يجوز إخراج الزكاة لغير المسلم
يرى بعض العلماء أنه يجوز إخراج الزكاة لغير المسلم إذا كان فقيراً أو مسكيناً، واستدلوا على ذلك بعدد من الأدلة، منها:
حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: “تصدق على المسكين وإن كان كافراً”.
قول الله تعالى: “وآتوهم حقهم يوم الحصاد ولا تضلموهم إن الله لا يحب الظالمين”.
وقال ابن عباس رضي الله عنهما: “أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تعطى المشركين الزكاة في عام الفتح”.
2. لا يجوز إخراج الزكاة لغير المسلم
يرى بعض العلماء أنه لا يجوز إخراج الزكاة لغير المسلم، واستدلوا على ذلك بعدد من الأدلة، منها:
حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: “لا صدقة إلا على أهل الإسلام”.
قول الله تعالى: “إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم”.
وقد حكى الإجماع على ذلك كثير من الأئمة، منهم الشافعي وابن حزم وابن قدامة وابن تيمية.
3. يجوز إخراج الزكاة لغير المسلم بشرط أن يكون من أهل الذمة
يرى بعض العلماء أنه يجوز إخراج الزكاة لغير المسلم بشرط أن يكون من أهل الذمة، أي من الذين عقد المسلمون معهم معاهدة ذمة، والتي بموجبها يعيشون في بلاد المسلمين آمنين على أنفسهم وأموالهم وعقائدهم.
4. شروط وجوب الزكاة
تجب الزكاة على المسلم إذا توافرت فيه الشروط التالية:
الإسلام: فلا تجب الزكاة على غير المسلم.
الحرية: فلا تجب الزكاة على العبد.
البلوغ: فلا تجب الزكاة على الصبي غير المميز.
العقل: فلا تجب الزكاة على المجنون.
ملك النصاب: وهو مقدار معين من المال حدده الشرع.
حولان الحول: وهو مرور عام قمري على ملك النصاب.
5. مقدار الزكاة
مقدار الزكاة يختلف باختلاف نوع المال الذي تجب فيه، ففي الأموال النقدية والتجارية، تجب الزكاة بمقدار 2.5% من قيمتها، وفي الزروع والثمار، تجب الزكاة بمقدار 10% من المحصول، وفي المواشي، تجب الزكاة بمقدار شاة أو بقرة أو ناقة أو بعير عن كل نوع من أنواع المواشي.
6. مصارف الزكاة
حدد القرآن الكريم مصارف الزكاة بثمانية مصارف، وهي:
الفقراء: وهم الذين لا يملكون ما يكفيهم من المال لسد حاجاتهم الأساسية.
المساكين: وهم الذين يملكون ما يكفيهم من المال لسد حاجاتهم الأساسية، لكنهم لا يملكون ما يكفيهم لسد حاجاتهم الكمالية.
العاملون عليها: وهم الذين يعملون في جمع الزكاة وتوزيعها.
المؤلفة قلوبهم: وهم غير المسلمين الذين يدعون إلى الإسلام أو يساعدون المسلمين في حروبهم.
في الرقاب: وهم العبيد الذين يريدون شراء حريتهم.
الغارمون: وهم الذين عليهم ديون ولا يملكون ما يكفيهم لسدادها.
في سبيل الله: وهم المجاهدون في سبيل الله.
ابن السبيل: وهو المسافر الذي نفدت نفقته في الطريق.
7. حكم إخراج الزكاة لغير المسلم
بعد الاطلاع على آراء العلماء في حكم إخراج الزكاة لغير المسلم، نخلص إلى أن الأرجح هو القول الذي يجيز إخراج الزكاة لغير المسلم إذا كان فقيراً أو مسكيناً، سواء كان من أهل الذمة أو غيرهم. وذلك لأن الزكاة هي عبادة مالية واجبة على المسلمين، والغرض منها هو مساعدة الفقراء والمساكين، بغض النظر عن دينهم أو عقيدتهم.
الخلاصة
الزكاة هي أحد أركان الإسلام الخمسة، وهي فريضة مالية واجبة على كل مسلم ومسلمة قادرين. تؤخذ الزكاة من الأموال النامية التي بلغت حد النصاب، وتوزع على المصارف الثمانية التي حددها القرآن الكريم. وقد اختلف العلماء في حكم إخراج الزكاة لغير المسلم، فمنهم من أجازها ومنهم من منعها. والأرجح هو القول الذي يجيز إخراج الزكاة لغير المسلم إذا كان فقيراً أو مسكيناً، سواء كان من أهل الذمة أو غيرهم.