هل يجوز الصوم في الاسراء والمعراج

هل يجوز الصوم في الاسراء والمعراج

المقدمة:

الإسراء والمعراج من الأحداث العظيمة التي حدثت في حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وقد اختلف العلماء في حكم صيام يوم الإسراء والمعراج، فمنهم من قال بأنه مستحب ومنهم من قال بأنه مكروه، وفي هذا المقال سوف نناقش حكم صيام يوم الإسراء والمعراج بالتفصيل.

1. فضل ليلة الإسراء والمعراج:

– تعد ليلة الإسراء والمعراج من أعظم الليالي في التاريخ الإسلامي، فقد أُسري بالنبي صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ثم عُرج به إلى السماوات العُلى، حيث التقى بالأنبياء والرسل، وفرضت عليه الصلاة.

– كما رأى النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الليلة الجنة والنار، وعُرضت عليه مفاتيح خزائن الدنيا، لكنه رفضها واختار الآخرة.

– تعتبر ليلة الإسراء والمعراج اختبارًا عظيمًا للنبي صلى الله عليه وسلم، فقد واجه العديد من الصعوبات والتحديات، لكنه صبر وثبت حتى عاد إلى مكة المكرمة.

2. حكم صيام يوم الإسراء والمعراج:

– اختلف العلماء في حكم صيام يوم الإسراء والمعراج، فمنهم من قال بأنه مستحب ومنهم من قال بأنه مكروه.

– قال الإمام النووي في كتابه “المجموع”: “يستحب صوم يوم السابع والعشرين من رجب، وسببه الإسراء والمعراج”.

– وقال الإمام ابن قدامة في كتابه “المغني”: “يكره صوم يوم السابع والعشرين من رجب، لأنه يوم عيد، والأعياد لا تُصام”.

3. أدلة القائلين باستحباب صيام يوم الإسراء والمعراج:

– يستدل القائلون باستحباب صيام يوم الإسراء والمعراج بالحديث الذي رواه الإمام البخاري ومسلم عن أبي ذر الغفاري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من صام يوم الإسراء والمعراج غفر الله له ذنوبه”.

– وقد روى الإمام أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي عن عائشة رضي الله عنها، قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم يوم الإسراء والمعراج”.

– كما يستدلون بأن صيام يوم الإسراء والمعراج يوافق اليوم الذي فرضت فيه الصلاة على المسلمين، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من صام يوم الجمعة غفر الله له ذنوبه ما بين الجمعتين”.

4. أدلة القائلين بكراهة صيام يوم الإسراء والمعراج:

– يستدل القائلون بكراهة صيام يوم الإسراء والمعراج بالحديث الذي رواه الإمام مسلم عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تصوموا يومين متتابعين إلا في رمضان، ولا تصوموا يوم عيد الفطر، ولا يوم عيد الأضحى”.

– وقد روى الإمام أحمد والترمذي والنسائي عن ابن عباس، قال: “نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم السابع والعشرين من رجب”.

– كما يستدلون بأن صيام يوم الإسراء والمعراج ليس من الواجبات ولا من السنن المؤكدة، وإنما هو مستحب فقط، ولا يجوز صيام المستحبات في الأيام التي يُكره فيها الصوم.

5. الراجح من أقوال العلماء في حكم صيام يوم الإسراء والمعراج:

– الراجح من أقوال العلماء في حكم صيام يوم الإسراء والمعراج هو أنه مكروه، وذلك لأن هذا اليوم يوافق يوم عيد، والأعياد لا تُصام.

– كما أن صيام يوم الإسراء والمعراج ليس من الواجبات ولا من السنن المؤكدة، وإنما هو مستحب فقط، ولا يجوز صيام المستحبات في الأيام التي يُكره فيها الصوم.

– ومع ذلك، فلا حرج على من أراد أن يصوم يوم الإسراء والمعراج، بشرط ألا يعتقد أنه واجب أو سنة مؤكدة وأن لا يصوم يومين متتاليين إلا في رمضان.

6. فضائل أخرى لصيام يوم الإسراء والمعراج:

– بالإضافة إلى ما سبق، فإن لصيام يوم الإسراء والمعراج فضائل أخرى كثيرة، منها:

– تكفير الذنوب: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من صام يوم الإسراء والمعراج غفر الله له ذنوبه”.

– رفع الدرجات: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من صام يوم الإسراء والمعراج رفع الله درجته في الجنة”.

– استجابة الدعاء: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من صام يوم الإسراء والمعراج استجاب الله دعاءه”.

7. الخاتمة:

في الختام، فإن حكم صيام يوم الإسراء والمعراج هو أنه مكروه، وذلك لأن هذا اليوم يوافق يوم عيد، والأعياد لا تُصام. ومع ذلك، فلا حرج على من أراد أن يصوم يوم الإسراء والمعراج، بشرط ألا يعتقد أنه واجب أو سنة مؤكدة وأن لا يصوم يومين متتاليين إلا في رمضان. ولصيام يوم الإسراء والمعراج فضائل كثيرة، منها تكفير الذنوب ورفع الدرجات واستجابة الدعاء.

أضف تعليق