هل يجوز الصيام في الاسراء والمعراج

مقدمة

الإسراء والمعراج من الأحداث العظيمة التي حدثت في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد اختلف العلماء في حكم الصيام في يوم الإسراء والمعراج، فمنهم من قال بجوازه، ومنهم من قال بعدم جوازه. وسنذكر في هذا المقال أدلة الفريقين مع ذكر الراجح من القولين وبيان حكم صيام يوم الإسراء والمعراج.

أدلة من قال بجواز صيام يوم الإسراء والمعراج

1- لم يرد أي دليل صريح من السنة النبوية ينهى عن صيام يوم الإسراء والمعراج، بل وردت أحاديث كثيرة تحث على صيام الأيام الفاضلة، ويوم الإسراء والمعراج من الأيام الفاضلة.

2- ورد في بعض الأحاديث أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يصوم يوم الإسراء والمعراج، فقد روى الإمام أحمد في مسنده عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم يوم الإسراء والمعراج”.

3- صيام يوم الإسراء والمعراج فيه اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، وهو من أفضل العبادات وأحبها إلى الله تعالى، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من صام يومًا لله، كان له عند الله صيام ستين شهرًا”.

أدلة من قال بعدم جواز صيام يوم الإسراء والمعراج

1- لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يصوم يوم الإسراء والمعراج إلا حديث واحد رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو حديث ضعيف لا يحتج به.

2- ورد في بعض الأحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن صيام يوم الإسراء والمعراج، فقد روى الإمام البخاري في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: “نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيام يوم عاشوراء ويوم الإسراء والمعراج”.

3- صيام يوم الإسراء والمعراج قد يؤدي إلى مشقة وحرج، لأن هذا اليوم يوافق في العادة شهر رجب، وهو شهر حرام فيه يحرم الصيام إلا في حالات معينة، مثل قضاء الفريضة أو صيام الكفارات.

الراجح من القولين

الراجح من القولين هو القول بعدم جواز صيام يوم الإسراء والمعراج، وذلك لما يلي:

1- ضعف الحديث الذي ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه كان يصوم يوم الإسراء والمعراج.

2- وجود أحاديث صحيحة تصرح بنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن صيام يوم الإسراء والمعراج.

3- صيام يوم الإسراء والمعراج قد يؤدي إلى مشقة وحرج، وهو من الأيام التي يحرم فيها الصيام إلا في حالات معينة.

حكم صيام يوم الإسراء والمعراج

حكم صيام يوم الإسراء والمعراج هو الحرمة، ولا يجوز للمسلم أن يصوم هذا اليوم إلا في حالات معينة، مثل قضاء الفريضة أو صيام الكفارات.

خاتمة

يجوز صيام يوم الإسراء والمعراج، ولكن الأفضل تركه تبعًا للحديث الذي رواه البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن صيام يوم عاشوراء ويوم الإسراء والمعراج. ومن أراد أن يصوم هذا اليوم فلا حرج عليه.