هل يجوز القراءة من المصحف في صلاة الفرض

هل يجوز القراءة من المصحف في صلاة الفرض

هل يجوز القراءة من المصحف في صلاة الفرض؟

مقدمة

القراءة من المصحف في صلاة الفرض من المسائل التي اختلف الفقهاء فيها، فذهب بعضهم إلى جواز ذلك مطلقًا، وذهب آخرون إلى منعه مطلقًا، وذهب فريق ثالث إلى التفصيل بين الحالات المختلفة. وفي هذا المقال، سوف نتناول أدلة الفريقين الأول والثاني بالتفصيل، ونرجح الرأي الأقوى منهما.

الأدلة على جواز القراءة من المصحف في صلاة الفرض

1. العموم:

ورد في القرآن الكريم والسنّة النبوية أحاديث عديدة تحث على قراءة القرآن وتلاوته، ولم يرد نصٌّ صريح يمنع قراءته في صلاة الفرض، بل وردت أحاديث وآثار تدل على جواز ذلك.

2. المشروعية:

ثبت في السُّنَّة النبويَّة أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم كان يقرأ القرآن في صلاته، فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم صلَّى في ليلةٍ فقرأ سورة البقرة، فقلتُ: يا رسولَ اللهِ، أفتتحْتَ الصلاةَ بالبقرةِ، قال: «نعم، وهي سورةٌ عظيمةٌ، من قرأها في ليلةٍ وُكِّلَ بها ملكٌ يحفظهُ».

3. الضرورة:

قد يضطر بعض الأشخاص إلى القراءة من المصحف في صلاة الفرض بسبب عدم حفظه للقرآن الكريم كاملاً، أو بسبب وجود آيات معينة يريد أن يتأمل فيها أو يتدبرها أثناء الصلاة.

الأدلة على منع القراءة من المصحف في صلاة الفرض

1. الانشغال:

يعد الانشغال أحد أهم الأدلة التي استند إليها الفقهاء القائلون بمنع القراءة من المصحف في صلاة الفرض، حيث إنَّ القراءة من المصحف تتطلب النظر والتتبع، وهذا يُعد انشغالاً عن الصلاة، وقد قال الله تعالى: {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} [البقرة: 238].

2. الإخلال بالخشوع:

إنَّ القراءة من المصحف في صلاة الفرض قد تؤدي إلى الإخلال بالخشوع فيها، وذلك لأنَّ المصلي قد ينشغل بالنظر إلى المصحف وتتبع الآيات، وهذا يجعله غير قادر على التركيز في صلاته والتدبر في معاني القرآن الكريم.

3. مخالفة السُّنَّة:

لم يرد عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنّه كان يقرأ من المصحف في صلاته، بل ورد عنه أنه كان يقرأ من حفظه، وهذا يدل على أنَّ القراءة من المصحف في الصلاة ليست من السُّنَّة.

الترجيح

بعد عرض أدلة الفريقين الأول والثاني، نرجح الرأي القائل بجواز القراءة من المصحف في صلاة الفرض، وذلك للأسباب التالية:

1. عموم الأدلة الداعية إلى قراءة القرآن:

لم يرد في القرآن الكريم والسنّة النبويَّة نصٌّ صريح يمنع قراءة القرآن في صلاة الفرض، بل وردت أحاديث عديدة تحث على قراءته وتلاوته.

2. مشروعية القراءة من المصحف في الصلاة:

ثبت في السُّنَّة النبويَّة أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم كان يقرأ القرآن في صلاته، وهذا يدل على جواز ذلك.

3. الضرورة:

قد يضطر بعض الأشخاص إلى القراءة من المصحف في صلاة الفرض بسبب عدم حفظه للقرآن الكريم كاملاً، أو بسبب وجود آيات معينة يريد أن يتأمل فيها أو يتدبرها أثناء الصلاة.

شروط القراءة من المصحف في صلاة الفرض

1. عدم الانشغال عن الصلاة:

يجب على المصلي الذي يقرأ من المصحف في صلاة الفرض أن لا ينشغل بالنظر إلى المصحف وتتبع الآيات، بل يجب عليه أن يقرأ القرآن وهو متأمل في معانيه وخشوع.

2. عدم الإخلال بالخشوع:

يجب على المصلي الذي يقرأ من المصحف في صلاة الفرض أن لا يخل بخشوعه في الصلاة، بل يجب عليه أن يركز في صلاته ويتدبر في معاني القرآن الكريم.

3. مراعاة آداب الصلاة:

يجب على المصلي الذي يقرأ من المصحف في صلاة الفرض أن يراعي آداب الصلاة، مثل الوقوف معتدلاً، ووضع اليدين على الصدر، والقيام بالتسبيح والتحميد والذكر.

الخاتمة

يجوز القراءة من المصحف في صلاة الفرض، لكن بشرط عدم الانشغال عن الصلاة وعدم الإخلال بالخشوع فيها، ومراعاة آداب الصلاة.

أضف تعليق