هل يجوز توزيع زكاة المال على الأقارب؟
المقدمة:
الزكاة أحد أركان الإسلام الخمسة، وقد شرعها الله تعالى في الإسلام على أموال المسلمين، وهي فريضة على كل مسلم ومسلمة قادرين عليها. وللزكاة شروط وأحكام حددها الله تعالى ورسوله الكريم، منها النصاب والنوع والقدر والمصارف الشرعية. وفيما يتعلق بتوزيع زكاة المال على الأقارب، فقد اختلف الفقهاء في جواز ذلك من عدمه، فمنهم من أجازه ومنهم من منعه.
أولا: آية الزكاة:
قال تعالى: “وآتوا الزكاة” [البقرة: 43]، وفي آية أخرى: “خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها” [التوبة: 103]. ويدل هذين الآيتين على وجوب الزكاة على أموال المسلمين.
ثانيا: شروط وجوب الزكاة:
1. الإسلام: فلا تجب الزكاة على غير المسلم.
2. الحرية: فلا تجب على العبد.
3. البلوغ: فلا تجب على الصبي غير المبلغ.
4. العقل: فلا تجب على المجنون.
5. الملكية: فلا تجب على من لا يملك نصابًا.
6. النصاب: وهو مقدار معين من المال، يختلف باختلاف نوع المال.
ثالثا: أنواع الزكاة:
1. زكاة الأموال: وهي واجبة على أموال المسلمين، كالذهب والفضة والنقود الورقية والحيوانات السائمة والتجارة والعروض التجارية.
2. زكاة الحرث والثمار: وهي واجبة على الحاصلات الزراعية من الثمار والحبوب والخضر والفاكهة.
3. زكاة الفطر: وهي واجبة على كل مسلم ومسلمة قادرين عليها، تؤدى في عيد الفطر.
رابعا: مصارف الزكاة:
حدد الله تعالى مصارف الزكاة في قوله تعالى: “إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل” [التوبة: 60]، وفي قوله تعالى: “والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم” [المعارج: 24].
خامسا: هل تجوز توزيع زكاة المال على الأقارب؟
اختلف الفقهاء في جواز توزيع زكاة المال على الأقارب، فمنهم من أجازه ومنهم من منعه، وذلك تبعًا لاختلافهم في تفسير الآية القرآنية: “لا تحل الصدقة للأغنياء” [التوبة: 60].
سادسا: أدلة القائلين بجواز توزيع الزكاة على الأقارب:
1. قوله تعالى: “وآتوا ذوي القربى حقهم والمساكين وابن السبيل” [الروم: 38].
2. حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “أفضل الصدقة على ذي الرحم الكاشح” [رواه الترمذي].
3. إجماع الصحابة والتابعين على جواز توزيع الزكاة على الأقارب.
سابعا: أدلة القائلين بمنع توزيع الزكاة على الأقارب:
1. قوله تعالى: “لا تحل الصدقة للأغنياء” [التوبة: 60].
2. حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “لا صدقة لذي رحم” [رواه أحمد].
3. نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن إعطاء الزكاة للأقارب الذين تجب نفقتهم على الصاحب.
الخاتمة:
اختلف الفقهاء في جواز توزيع زكاة المال على الأقارب، فمنهم من أجازه ومنهم من منعه. والأقرب إلى الصواب هو جواز ذلك، بشرط ألا يكونوا من الأغنياء أو ممن تجب نفقتهم على الصاحب.