المقدمة
صيام الست من شوال هو سنة مؤكدة عند جمهور أهل العلم، وقد وردت أحاديث كثيرة تحث على صيامه، ومنها ما رواه مسلم في صحيحه عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من صام رمضان ثم أتبعه بست من شوال، فكأنما صام الدهر”.
صيام الستة البيض بنيتين
اختلف أهل العلم في جواز صيام الستة البيض بنيتين على قولين:
القول الأول: يجوز صيام الستة البيض بنيتين، وهو قول جمهور أهل العلم من المالكية والشافعية والحنابلة. واستدلوا على ذلك بأن صيام الست من شوال سنة مؤكدة، والنبي صلى الله عليه وسلم لم يحدد كيفيته، وبالتالي يجوز صيامه بنيتين أو ثلاث أو أربع.
القول الثاني: لا يجوز صيام الستة البيض بنيتين، وهو قول الحنفية. واستدلوا على ذلك بأن صيام الست من شوال سنة مؤكدة، والنبي صلى الله عليه وسلم لم يحدد كيفيته، وبالتالي يجب صيامه بنية واحدة كسائر السنن المؤكدة.
أدلة القائلين بجواز صيام الستة البيض بنيتين
استدل القائلون بجواز صيام الستة البيض بنيتين بالأدلة التالية:
الدليل الأول: أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحدد كيفيته، وبالتالي يجوز صيامه بنيتين أو ثلاث أو أربع.
الدليل الثاني: أن صيام الست من شوال سنة مؤكدة، وليس واجباً، وبالتالي يجوز صيامه بالكيفية التي يسهل على المكلف.
الدليل الثالث: أن هناك أحاديث وآثار عن الصحابة والتابعين تفيد جواز صيام الست من شوال بنيتين.
أدلة القائلين بعدم جواز صيام الستة البيض بنيتين
استدل القائلون بعدم جواز صيام الستة البيض بنيتين بالأدلة التالية:
الدليل الأول: أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحدد كيفيته، وبالتالي يجب صيامه بنية واحدة كسائر السنن المؤكدة.
الدليل الثاني: أن صيام الست من شوال سنة مؤكدة، وليست واجباً، وبالتالي يجب صيامه بالكيفية التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم.
الدليل الثالث: أن هناك أحاديث وآثار عن الصحابة والتابعين تفيد استحباب صيام الست من شوال بنية واحدة.
الراجح من القولين
الراجح من القولين هو القول الأول القائل بجواز صيام الستة البيض بنيتين، وذلك للأدلة التالية:
الأول: أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحدد كيفيته، وبالتالي يجوز صيامه بنيتين أو ثلاث أو أربع.
الثاني: أن صيام الست من شوال سنة مؤكدة، وليس واجباً، وبالتالي يجوز صيامه بالكيفية التي يسهل على المكلف.
الثالث: أن هناك أحاديث وآثار عن الصحابة والتابعين تفيد جواز صيام الست من شوال بنيتين.
كيفية صيام الستة البيض بنيتين
إذا أراد المكلف صيام الستة البيض بنيتين، فإنه ينوي صيام اليوم الأول واليوم الثاني بنية واحدة، ثم ينوي صيام اليوم الثالث واليوم الرابع بنية واحدة، ثم ينوي صيام اليوم الخامس واليوم السادس بنية واحدة.
فضل صيام الستة البيض
لصيام الستة البيض فضل كبير، ومن ذلك:
الأول: أنه يكفر ذنوب السنة الماضية، كما ورد ذلك في حديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه.
الثاني: أنه يرفع الدرجات في الجنة، كما ورد ذلك في حديث ابن عباس رضي الله عنهما.
الثالث: أنه يمحو الخطايا، كما ورد ذلك في حديث عائشة رضي الله عنها.
الخاتمة
صيام الستة البيض سنة مؤكدة عند جمهور أهل العلم، وقد وردت أحاديث كثيرة تحث على صيامه، ومنها ما رواه مسلم في صحيحه عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من صام رمضان ثم أتبعه بست من شوال، فكأنما صام الدهر”. واختلف أهل العلم في جواز صيام الستة البيض بنيتين على قولين، الراجح منهما هو القول الأول القائل بجواز ذلك، واستدلوا على ذلك بأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحدد كيفيته، وأن صيام الست من شوال سنة مؤكدة، وليس واجباً، وأن هناك أحاديث وآثار عن الصحابة والتابعين تفيد جواز صيام الست من شوال بنيتين.