هل يجوز قراءة القرآن بدون وضوء

هل يجوز قراءة القرآن بدون وضوء؟

مقدمة:

القرآن الكريم هو كلام الله المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وهو من أعظم الكتب السماوية التي أنعم الله بها على البشرية، وهو مصدر الهداية والتشريع للناس كافة. وقد أمر الله تعالى المسلمين بتلاوة القرآن الكريم وتدبره والعمل به، فقال تعالى: {إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ}.

أولاً: فضل قراءة القرآن الكريم:

1. قراءة القرآن الكريم عبادة عظيمة عند الله تعالى، وهي من أفضل الأعمال الصالحة التي يتقرب بها المسلم إلى ربه، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول {ألم} حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف”.

2. قراءة القرآن الكريم سبب في مغفرة الذنوب والعتق من النار، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قرأ القرآن وعمل بما فيه دعي يوم القيامة: يا عبد الله، اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرأها”.

3. قراءة القرآن الكريم سبب للشفاعة يوم القيامة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه”.

ثانياً: آداب تلاوة القرآن الكريم:

1. أن يكون المسلم طاهراً من الحدثين الأصغر والأكبر، وقد اختلف الفقهاء في وجوب الوضوء لقراءة القرآن الكريم، فذهب جمهور الفقهاء إلى أنه لا يجوز قراءة القرآن الكريم إلا للطاهر من الحدثين الأصغر والأكبر.

2. أن يكون المسلم مستقبل القبلة عند تلاوة القرآن الكريم، وقد اختلف الفقهاء في وجوب استقبال القبلة عند تلاوة القرآن الكريم، فذهب جمهور الفقهاء إلى أنه لا يجوز قراءة القرآن الكريم إلا لمستقبل القبلة.

3. أن يكون المسلم متوضئاً عند تلاوة القرآن الكريم، وقد اختلف الفقهاء في وجوب الوضوء لتلاوة القرآن الكريم، فذهب جمهور الفقهاء إلى أن الوضوء سنة مؤكدة لتلاوة القرآن الكريم، ولا يجوز قراءته إلا للطاهر من الحدثين الأصغر والأكبر.

ثالثاً: شروط قراءة القرآن الكريم:

1. أن يكون المسلم عالماً بمخارج الحروف وصفاتها، وأن يكون قادراً على النطق بها بشكل صحيح.

2. أن يكون المسلم قادراً على قراءة القرآن الكريم بطريقة سليمة، وأن يتجنب اللحن والخطأ في تلاوته.

3. أن يكون المسلم قارئاً للقرآن الكريم بصوت حسن، وأن يتجنب رفع صوته أثناء تلاوته.

رابعاً: فوائد قراءة القرآن الكريم:

1. قراءة القرآن الكريم سبب في تنمية الإيمان والتقوى في قلب المسلم، وتجعله أكثر خشوعاً ووقاراً.

2. قراءة القرآن الكريم سبب في زيادة العلم والمعرفة لدى المسلم، وتجعله أكثر حكمة وفقهًا في أمور الحياة.

3. قراءة القرآن الكريم سبب في صفاء النفس والاطمئنان، وتجعلها أكثر هدوءاً وراحة.

خامساً: آفات قراءة القرآن الكريم:

1. قراءة القرآن الكريم بغير وضوء، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يقرأ القرآن إلا طاهر”.

2. قراءة القرآن الكريم بغير تجويد، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “زينوا القرآن بأصواتكم”.

3. قراءة القرآن الكريم بغير فهم معانيه، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قرأ القرآن ولم يتدبره فكأنما ينظر في جلد مذكور”.

سادساً: حكم قراءة القرآن الكريم في الحمام:

1. ذهب جمهور الفقهاء إلى أنه لا يجوز قراءة القرآن الكريم في الحمام، لأن الحمام مكان نجس، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تدخلوا الحمامات إلا بمئزر”.

2. ذهب بعض الفقهاء إلى أنه يجوز قراءة القرآن الكريم في الحمام إذا كان المسلم متوضئاً، وكان الحمام نظيفاً.

3. ذهب بعض الفقهاء إلى أنه يجوز قراءة القرآن الكريم في الحمام إذا كان المسلم مضطراً لذلك، مثل أن يكون في سفر ولم يجد مكاناً آخر لقراءة القرآن الكريم.

سابعاً: حكم قراءة القرآن الكريم على المتنجس:

1. ذهب جمهور الفقهاء إلى أنه لا يجوز قراءة القرآن الكريم على المتنجس، لأن المتنجس نجس، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تجعلوا القرآن جُعلاً”.

2. ذهب بعض الفقهاء إلى أنه يجوز قراءة القرآن الكريم على المتنجس إذا كان المسلم مضطراً لذلك، مثل أن يكون في سفر ولم يجد مكاناً آخر لقراءة القرآن الكريم.

3. ذهب بعض الفقهاء إلى أنه يجوز قراءة القرآن الكريم على المتنجس إذا كان المتنجس طاهراً حكماً، مثل أن يكون نجاسة معفو عنها، أو نجاسة قد زال أثرها.

الخاتمة:

قراءة القرآن الكريم عبادة عظيمة عند الله تعالى، وهي من أفضل الأعمال الصالحة التي يتقرب بها المسلم إلى ربه. وقد أمر الله تعالى المسلمين بتلاوة القرآن الكريم وتدبره والعمل به، فقال تعالى: {إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ}. وقد ذكرنا في هذا المقال بعض آداب قراءة القرآن الكريم، وشروطه، وفوائده، وآفاته، وكذلك حكم قراءة القرآن الكريم في الحمام، وحكم قراءة القرآن الكريم على المتنجس. نسأل الله تعالى أن يوفقنا لتلاوة القرآن الكريم وتدبره والعمل به، وأن يجعلنا من أهل القرآن الكريم، وأن يرفعنا به درجات في الجنة، إنه سميع مجيب.