وما توفيقي الا بالله عليه توكلت وهو رب العرش العظيم

وما توفيقي الا بالله عليه توكلت وهو رب العرش العظيم

مقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد، فإن من أهم الآيات القرآنية التي يتلوها المسلمون في كثير من الأحيان، هي الآية الكريمة: “وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وهو رب العرش العظيم”، والتي وردت في سورة هود، وهي من السور المكية التي نزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة قبل الهجرة إلى المدينة المنورة.

وفي هذه المقالة، سنتناول شرح هذه الآية الكريمة، ومكانتها في القرآن الكريم، وأسباب نزولها، ومكانتها في الإسلام، وما يستفيده المسلم من تدبرها وتلاوتها.

مكانة الآية الكريمة في القرآن الكريم

تقع الآية الكريمة “وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وهو رب العرش العظيم” في سورة هود، وهي من السور المكية التي نزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة قبل الهجرة إلى المدينة المنورة.

وتتميز هذه السورة بأنها تتحدث عن قصص الأنبياء عليهم السلام، وبخاصة قصة النبي هود عليه السلام، الذي أرسله الله تعالى إلى قوم عاد، الذين كانوا يعبدون الأصنام وينكرون وجود الله تعالى.

وتأتي هذه الآية الكريمة في ختام السورة، لتؤكد على أن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يستطيع أن يوفق نفسه بنفسه، وإنما توفيقه من الله تعالى وحده، وأن عليه أن يتوكل على الله تعالى في كل أموره، وأن يجعله رب العرش العظيم هو الملجأ والملاذ في كل حين.

أسباب نزول الآية الكريمة

اختلف العلماء في سبب نزول الآية الكريمة “وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وهو رب العرش العظيم”، فذكر بعضهم أن هذه الآية نزلت ردا على المشركين الذين كانوا يسخرون من الرسول صلى الله عليه وسلم، ويقولون له: “إنك لا تستطيع أن تهدينا إلى الصراط المستقيم، وأنك لا تستطيع أن توفق نفسك بنفسك، وأنك لو كنت نبيا حقا، لكان الله تعالى قد أرسل إليك ملكا يؤيدك وينصرك”.

فنزلت هذه الآية الكريمة لتؤكد على أن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يستطيع أن يوفق نفسه بنفسه، وأنما توفيقه من الله تعالى وحده، وأن عليه أن يتوكل على الله تعالى في كل أموره، وأن يجعله رب العرش العظيم هو الملجأ والملاذ في كل حين.

مقام الآية الكريمة في الإسلام

تعتبر الآية الكريمة “وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وهو رب العرش العظيم” من الآيات العظيمة في القرآن الكريم، والتي لها منزلة كبيرة في الإسلام، وذلك لما تحمله من معاني التوكل على الله تعالى، والاعتماد عليه في كل الأمور، واللجوء إليه في الشدائد والمحن.

وقد ذكر العلماء أن هذه الآية الكريمة من الآيات التي يستحب للمسلم أن يواظب على قراءتها وتلاوتها، وأن يرددها في الصباح والمساء، وفي أوقات الشدة والضيق، وأن يجعلها شعارا له في حياته، وأن يعيش معناها ويتدبرها في كل أموره.

ما يستفيده المسلم من تدبرها وتلاوتها

يستفيد المسلم من تدبر وتلاوة الآية الكريمة “وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وهو رب العرش العظيم” الكثير من الفوائد والمواعظ، ومن أهم هذه الفوائد:

1- زيادة الإيمان بالله تعالى، وتقوية التوكل عليه في كل الأمور.

2- الشعور بالاطمئنان والسكينة في القلب، واللجوء إلى الله تعالى في الشدائد والمحن.

3- زيادة الثقة بالنفس، والقدرة على مواجهة التحديات والصعوبات في الحياة.

4- الشعور بالرضا والقناعة بما قسمه الله تعالى للمسلم، وقبول أقداره، وشكر نعمه.

5- زيادة الإخلاص في العبادة، والعمل لله تعالى وحده، لا لغيره.

خاتمة

وفي الختام، فإن الآية الكريمة “وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وهو رب العرش العظيم” هي آية عظيمة في القرآن الكريم، لها منزلة كبيرة في الإسلام، وتستفيد المسلم من تدبرها وتلاوتها الكثير من الفوائد والمواعظ.

فلنتدبر هذه الآية الكريمة، ولنرددها في الصباح والمساء، ولنجعلها شعارا لنا في حياتنا، ولنعش معناها ونتدبرها في كل أمورنا.

والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *