يا ايها الذين امنوا لا تسالوا عن اشياء

يا ايها الذين امنوا لا تسالوا عن اشياء

يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء

المقدمة:

يأتي هذا الأمر من فاتحة سورة المائدة، وهو موجه للمؤمنين، ويحذرهم من السؤال عن أمور معينة قد تكون سرية أو حساسة أو لا يتحملون وزنها. يُعتقد أن هذه الآية نزلت في سياق معركة بدر، عندما سأل المسلمون النبي محمد ﷺ عن بعض التفاصيل المتعلقة بالمعركة، مثل عدد الجنود الأعداء وموقعهم الدقيق. فنزلت هذه الآية لتذكير المؤمنين بأن عليهم الثقة بالله وترك الأمور الغيبية له، وعدم الاستفسار عنها بشكل مباشر.

1. أسباب النهي عن السؤال عن بعض الأشياء:

حكمة الله تعالى: قد يكون من الحكمة الإلهية إخفاء بعض الأمور عن عباده، حتى لا يقعوا في الحيرة والشك والقلق.

اختبار إيمان المؤمنين: إن السؤال عن الأمور الغيبية قد يكون اختبارًا لإيمان المؤمنين، ومدى ثقتهم بالله ورضاهم بقضائه وقدره.

حماية المؤمنين من الأذى: قد يؤدي السؤال عن بعض الأشياء إلى إلحاق الأذى بالمؤمنين، سواء كان ذلك أذىً جسديًا أو نفسيًا أو معنويًا.

2. أنواع الأشياء التي نهى الله تعالى عن السؤال عنها:

الأمور الغيبية: وهي الأمور التي لا يعلمها إلا الله وحده، مثل موعد قيام الساعة ومصير الإنسان بعد الموت.

الأمور الخاصة: وهي الأمور التي تخص حياة الأفراد وشؤونهم الشخصية، مثل أسرارهم وأموالهم وعلاقاتهم الخاصة.

الأمور الحساسة: وهي الأمور التي قد تثير الفتنة والنزاع والشقاق بين الناس، مثل مسائل العقيدة والسياسة والدين.

3. حكم السؤال عن الأشياء المنهي عنها:

السؤال عن الأمور الغيبية: يعتبر السؤال عن الأمور الغيبية حرامًا شرعًا، لأنه يعد تطاولاً على علم الله تعالى واستكشافًا لأسراره.

السؤال عن الأمور الخاصة: يعتبر السؤال عن الأمور الخاصة من قبيل الفضول والتطفل، وقد يؤدي إلى إلحاق الأذى بالآخرين.

السؤال عن الأمور الحساسة: يعتبر السؤال عن الأمور الحساسة من قبيل إثارة الفتنة والنزاع، وقد يؤدي إلى حدوث مشاكل كبيرة.

4. بدائل السؤال عن الأشياء المنهي عنها:

التوكل على الله تعالى: بدلًا من السؤال عن الأشياء المجهولة، على المؤمن أن يتوكل على الله تعالى ويترك الأمور الغيبية له.

الدعاء إلى الله تعالى: بدلًا من السؤال عن الأشياء التي لا يعلمها، يمكن للمؤمن أن يدعو الله تعالى أن يرزقه العلم والحكمة والفهم.

الاستفادة من العلم والمعرفة: بدلًا من السؤال عن الأمور التي لا يعلمها، يمكن للمؤمن أن يسعى إلى اكتساب العلم والمعرفة من المصادر الموثوقة.

5. آثار السؤال عن الأشياء المنهي عنها:

الوقوع في الحيرة والشك: قد يؤدي السؤال عن الأمور الغيبية إلى الوقوع في الحيرة والشك والقلق، لأن الإنسان لا يستطيع فهم هذه الأمور بشكل كامل.

إلحاق الأذى بالنفس والآخرين: قد يؤدي السؤال عن الأمور الخاصة إلى إلحاق الأذى بالنفس والآخرين، سواء كان ذلك أذىً جسديًا أو نفسيًا أو معنويًا.

إثارة الفتنة والنزاع: قد يؤدي السؤال عن الأمور الحساسة إلى إثارة الفتنة والنزاع والشقاق بين الناس، وقد يؤدي إلى حدوث مشاكل كبيرة.

6. فوائد ترك السؤال عن الأشياء المنهي عنها:

طمأنينة القلب والبال: إن ترك السؤال عن الأمور المنهي عنها يؤدي إلى طمأنينة القلب والبال، لأن المؤمن يعلم أن الله تعالى هو الذي يتولى زمام الأمور، وأنه لا داعي للقلق أو الحيرة.

الراحة النفسية: إن ترك السؤال عن الأمور المنهي عنها يؤدي إلى الراحة النفسية، لأن المؤمن لا يشغل نفسه بأمور تافهة أو تثير القلق والشك.

التركيز على العبادة والطاعة: إن ترك السؤال عن الأمور المنهي عنها يؤدي إلى التركيز على العبادة والطاعة، لأن المؤمن يكون منشغلاً بعبادة الله تعالى وبأداء فروضه الدينية.

7. قصص وعبر متعلقة بالسؤال عن الأشياء المنهي عنها:

قصة موسى عليه السلام والسحرة: عندما واجه موسى عليه السلام السحرة، لم يسألهم عن أسماء آلهتهم أو عن كيفية أداء سحرهم، بل ترك الأمر لله تعالى، فكانت النتيجة هزيمة السحرة وإبطال سحرهم.

قصة أصحاب الكهف: عندما دخل أصحاب الكهف إلى الكهف، لم يسألوا عن مصيرهم أو عن مدة إقامتهم فيه، بل تركوا الأمر لله تعالى، فكانت النتيجة نجاتهم من الموت وظلوا في الكهف لمدة 309 سنوات.

قصة مريم عليها السلام: عندما حملت مريم عليها السلام بعيسى عليه السلام، لم تسأل عن كيفية حدوث ذلك أو عن هوية والد الطفل، بل تركت الأمر لله تعالى، فكانت النتيجة ولادة عيسى عليه السلام بمعجزة إلهية.

الخاتمة:

إن السؤال عن الأشياء المنهي عنها يعد من الأمور المحرمة شرعًا، وقد يؤدي إلى الوقوع في الحيرة والشك وإلحاق الأذى بالنفس والآخرين وإثارة الفتنة والنزاع. لذلك، على المؤمن أن يترك السؤال عن هذه الأمور وأن يتوكل على الله تعالى ويدعوه أن يرزقه العلم والحكمة والفهم. وفي ترك السؤال عن الأشياء المنهي عنها فوائد عديدة، منها طمأنينة القلب والبال والراحة النفسية والتركيز على العبادة والطاعة.

أضف تعليق