حكم الترحم على غير المسلمين

No images found for حكم الترحم على غير المسلمين

العنوان: حكم الترحم على غير المسلمين

المقدمة:

يعد الترحم على غير المسلمين موضوعًا مثيرًا للجدل في الإسلام، حيث توجد آراء وفتاوى متباينة حول حكم الترحم على أتباع الديانات الأخرى، وقد أثار هذا الأمر نقاشًا واسعًا بين العلماء والمفكرين المسلمين، وفي هذه المقالة سوف نتناول هذا الموضوع بالتفصيل، وسنستعرض الأدلة الشرعية والأقوال المختلفة للفقهاء حول حكم الترحم على غير المسلمين، وسنتوصل في النهاية إلى حكم واضح ومفصل في هذه المسألة.

أولًا: حكم الترحم على غير المسلمين عند أهل السنة والجماعة:

1. جمهور العلماء من أهل السنة والجماعة على تحريم الترحم على غير المسلمين، مستندين إلى قول الله تعالى: ﴿وَلَا تَصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ ۖ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ﴾ [التوبة: 84].

2. يرى جمهور العلماء أن الترحم على غير المسلمين إقرار لهم على الكفر والضلال، وهو ما يتنافى مع عقيدة المسلمين في أن الإسلام هو الدين الحق وأنه لا نجاة خارج الإسلام.

3. يرى جمهور العلماء أن الترحم على غير المسلمين قد يؤدي إلى إضعاف عقيدة المسلمين وجعلهم أكثر تسامحًا مع الكفر والضلال، وقد يؤدي أيضًا إلى إضعاف عزيمة المسلمين في مواجهة أعدائهم من الكافرين.

ثانيًا: حكم الترحم على غير المسلمين عند الشيعة:

1. يرى الشيعة أن الترحم على غير المسلمين جائز، مستندين إلى قول الله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا يُفَرِّقُونَ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ أُولَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرَهُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا﴾ [النساء: 152].

2. يرى الشيعة أن الترحم على غير المسلمين من قبيل الدعاء لهم بالهداية إلى الإسلام، وهو أمر مشروع في الشريعة الإسلامية.

3. يرى الشيعة أن الترحم على غير المسلمين لا يعني إقرارًا لهم على الكفر والضلال، بل هو مجرد دعاء لهم بالهداية والرحمة.

ثالثًا: حكم الترحم على غير المسلمين عند الصوفية:

1. يرى الصوفية أن الترحم على غير المسلمين جائز، مستندين إلى الحديث النبوي الشريف: “ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء”.

2. يرى الصوفية أن الترحم على غير المسلمين من قبيل الإحسان إليهم، وهو من الأمور المأمور بها في الشريعة الإسلامية.

3. يرى الصوفية أن الترحم على غير المسلمين قد يكون سببًا في هدايتهم إلى الإسلام، لأن ذلك يدل على أن المسلمين يحبونهم ويدعون لهم بالهداية.

رابعًا: حكم الترحم على غير المسلمين عند المعتزلة:

1. يرى المعتزلة أن الترحم على غير المسلمين جائز، مستندين إلى قول الله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا﴾ [الأحزاب: 43].

2. يرى المعتزلة أن الترحم على غير المسلمين من قبيل الدعاء لهم بالهداية إلى الإسلام، وهو أمر مشروع في الشريعة الإسلامية.

3. يرى المعتزلة أن الترحم على غير المسلمين لا يعني إقرارًا لهم على الكفر والضلال، بل هو مجرد دعاء لهم بالهداية والرحمة.

خامسًا: حكم الترحم على غير المسلمين عند الأشاعرة:

1. يرى الأشاعرة أن الترحم على غير المسلمين جائز، مستندين إلى قول الله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا يُفَرِّقُونَ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ أُولَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرَهُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا﴾ [النساء: 152].

2. يرى الأشاعرة أن الترحم على غير المسلمين من قبيل الدعاء لهم بالهداية إلى الإسلام، وهو أمر مشروع في الشريعة الإسلامية.

3. يرى الأشاعرة أن الترحم على غير المسلمين لا يعني إقرارًا لهم على الكفر والضلال، بل هو مجرد دعاء لهم بالهداية والرحمة.

سادسًا: حكم الترحم على غير المسلمين عند الماتريدية:

1. يرى الماتريدية أن الترحم على غير المسلمين جائز، مستندين إلى قول الله تعالى: ﴿وَقُل لِّلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ هَلْ أَسْلَمْتُمْ ۖ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ﴾ [آل عمران: 20].

2. يرى الماتريدية أن الترحم على غير المسلمين من قبيل الدعاء لهم بالهداية إلى الإسلام، وهو أمر مشروع في الشريعة الإسلامية.

3. يرى الماتريدية أن الترحم على غير المسلمين لا يعني إقرارًا لهم على الكفر والضلال، بل هو مجرد دعاء لهم بالهداية والرحمة.

سابعًا: حكم الترحم على غير المسلمين في الفقه الإسلامي:

1. ذهب جمهور الفقهاء من المذاهب الأربعة إلى تحريم الترحم على غير المسلمين، مستندين إلى الأدلة الشرعية السابقة.

2. وذهب بعض الفقهاء من المذاهب الأربعة إلى جواز الترحم على غير المسلمين، مستندين إلى الأدلة الشرعية السابقة أيضًا، ولكن بشرط أن يكون ذلك على سبيل الدعاء لهم بالهداية إلى الإسلام.

3. وذهب بعض الفقهاء من المذاهب الأربعة إلى كراهة الترحم على غير المسلمين، مستندين إلى الأدلة الشرعية السابقة أيضًا، ولكن بشرط ألا يكون ذلك على سبيل الدعاء لهم بالهداية إلى الإسلام.

الخاتمة:

وبناءً على ما سبق، فإن حكم الترحم على غير المسلمين يختلف باختلاف المذهب الفقهي، حيث يرى جمهور الفقهاء من المذاهب الأربعة إلى تحريم الترحم على غير المسلمين، ويرى بعض الفقهاء من المذاهب الأربعة إلى جواز الترحم على غير المسلمين، ويرى بعض الفقهاء من المذاهب الأربعة إلى كراهة الترحم على غير المسلمين. والأمر في ذلك متروك للمسلم أن يختار المذهب الفقهي الذي يراه مناسبًا له، وأن يتبع فتوى الفقهاء الذين يثق فيهم.

أضف تعليق