حكم الغناء في الإسلام

حكم الغناء في الإسلام

حكم الغناء في الإسلام

مقدمة:

الغناء من الأمور التي أثارت جدلاً واسعاً بين علماء المسلمين على مر العصور، فمنهم من حرمه تحريماً باتاً، ومنهم من أجازه بأشكال مختلفة، ومنهم من وقف موقفاً معتدلاً، وبيّن أن الحكم في الغناء يختلف باختلاف حال المغني، وما يُستعمل فيه الغناء، وطريقة الغناء.

أولاً: دليل تحريم الغناء في الإسلام:

1. قول الله تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا ۚ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ﴾ [لقمان: 6].

2. قول النبي صلى الله عليه وسلم: “ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف، ولينزلن أقوام إلى جنب علم يحضرهم المغني والغناء، والطنبور والمعازف، ينزل عليهم سقف بيتهم”.

3. ما رواه البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إن الله حرم الخمر والميسر والكوبة والغبيراء وكل مسكر”.

ثانياً: دليل إباحة الغناء في الإسلام:

1. قول الله تعالى: ﴿وَأَنَّهُ خَلَقَ الْأَنْعَامَ لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَّمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ ۗ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً ۚ وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾ [النحل: 5-8].

2. ما رواه البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها وعندها جاريتان تغنيان بدف، فاعرض عنهما، ودخل أبو بكر فانتهرهما، وقال: “أمزمور الشيطان في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟” فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “دعهما يا أبا بكر، إن لكل قوم عيداً، وهذا عيدنا”.

3. ما رواه الترمذي عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إن من الشعر لحكمة، وإن من البيان لسحراً”.

ثالثاً: شروط الغناء المباح في الإسلام:

1. أن يكون الغناء خالياً من المحرمات، كالكذب والفاحشة والسب والشتم.

2. أن يكون الغناء وسيلة للترفيه والترويح عن النفس، لا وسيلة للإغراء والإثارة.

3. أن يكون الغناء متوافقاً مع قيم المجتمع وعاداته وتقاليده.

رابعاً: الغناء المحرم في الإسلام:

1. الغناء الذي يشتمل على كلمات محرمة، مثل الكذب والفاحشة والسب والشتم.

2. الغناء الذي يُستعمل فيه آلات محرمة، مثل الطبل والربابة والعود.

3. الغناء الذي يؤدي إلى الإغراء والإثارة، ويحرك الشهوات.

خامساً: موقف الصحابة والتابعين من الغناء:

1. كان موقف الصحابة والتابعين من الغناء مختلفاً، فمنهم من حرمه تحريماً باتاً، ومنهم من أجازه بأشكال مختلفة.

2. من الصحابة الذين حرموا الغناء: أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب.

3. من الصحابة الذين أجازوا الغناء: عثمان بن عفان وعبد الله بن عمر وعبد الله بن عباس.

سادساً: موقف الفقهاء من الغناء:

1. اختلفت آراء الفقهاء في حكم الغناء، فمنهم من حرمه تحريماً باتاً، ومنهم من أجازه بأشكال مختلفة.

2. من الفقهاء الذين حرموا الغناء: الإمام مالك الإمام الشافعي والإمام أحمد بن حنبل.

3. من الفقهاء الذين أجازوا الغناء: الإمام أبو حنيفة والإمام الثوري والإمام ابن حزم.

سابعاً: موقف الإسلام من الغناء المعاصر:

1. يرى بعض علماء المسلمين أن الغناء المعاصر حرام، لأنه يشتمل على كثير من المحرمات، مثل الكذب والفاحشة والإغراء.

2. يرى بعض علماء المسلمين أن الغناء المعاصر جائز، بشرط أن يكون خالياً من المحرمات، وأن يكون وسيلة للترفيه والترويح عن النفس.

3. يرى بعض علماء المسلمين أن الغناء المعاصر جائز، ولكن ينبغي أن يكون مقيداً بضوابط معينة، مثل ألا يؤدي إلى الإغراء والإثارة، وأن يكون متوافقاً مع قيم المجتمع وعاداته وتقاليده.

الخاتمة:

إن الغناء من الأمور التي أثارت جدلاً واسعاً بين علماء المسلمين على مر العصور، وقد اختلفت آراؤهم في حكمه، فمنهم من حرمه تحريماً باتاً، ومنهم من أجازه بأشكال مختلفة، ومنهم من وقف موقفاً معتدلاً، وبيّن أن الحكم في الغناء يختلف باختلاف حال المغني، وما يُستعمل فيه الغناء، وطريقة الغناء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *