حكم الغناء

حكم الغناء

حكم الغناء

المقدمة

الغناء هو فن من الفنون الجميلة التي يستخدم فيها الصوت البشري للتعبير عن المشاعر والأفكار، وله تاريخ طويل في جميع الثقافات حول العالم. وقد أثار الغناء جدلاً واسعًا بين الفقهاء المسلمين على مر العصور، فمنهم من حرمه ومنهم من أجازه بشروط معينة. وفي هذا المقال، سوف نستعرض آراء الفقهاء المسلمين حول حكم الغناء، مستندين إلى النصوص الشرعية وما قاله أهل العلم.

أولاً: حرمة الغناء

ذهب جمهور الفقهاء إلى تحريم الغناء مطلقاً، واستدلوا على ذلك بعدد من الأدلة الشرعية، منها:

1. قوله تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ﴾ [لقمان: 6]، وقد قال ابن عباس رضي الله عنهما: “اللغو هو الغناء”.

2. قوله صلى الله عليه وسلم: “لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ”، وقد قال ابن عمر رضي الله عنهما: “الغناء ينبت النفاق في القلب”.

3. أن الغناء يلهي عن ذكر الله عز وجل وعن أداء العبادات، وقد قال تعالى: ﴿وَلا تَتَّبِعِ الهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ﴾ [ص: 26].

ثانياً: إباحة الغناء بشروط

ذهب بعض الفقهاء إلى إباحة الغناء بشروط معينة، من أهمها:

1. أن يكون الغناء خالياً من المحرمات، مثل الفحش والكذب والغيبة والنميمة.

2. أن يكون الغناء وسيلة للترفيه والتسلية وليس وسيلة للإثارة والتحريض على الفساد.

3. أن لا يلهي الغناء عن أداء العبادات أو عن الواجبات الشرعية الأخرى.

ثالثاً: موقف السلف الصالح من الغناء

اختلف السلف الصالح في حكم الغناء، فمنهم من حرمه ومنهم من أجازه بشروط. وقد نقل عن بعض السلف أقوال في تحريم الغناء، مثل:

1. قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “الغناء ينبت النفاق في القلب”.

2. قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: “الغناء فسق ومجون”.

3. قال الحسن البصري رحمه الله: “الغناء حرام، وإنه يورث النفاق في القلب”.

رابعاً: رأي العلماء المعاصرين في حكم الغناء

اختلف العلماء المعاصرون في حكم الغناء، فمنهم من حرمه ومنهم من أجازه بشروط. وقد نقل عن بعض العلماء المعاصرين أقوال في تحريم الغناء، مثل:

1. قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: “الغناء حرام، وهو من كبائر الذنوب”.

2. قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله: “الغناء حرام، ولا يجوز سماعه ولا إنشاؤه”.

3. قال الشيخ يوسف القرضاوي: “الغناء حرام، وهو من المحرمات التي يجب على المسلم اجتنابها”.

خامساً: الحكمة من تحريم الغناء

الحكمة من تحريم الغناء هي أنه يلهي عن ذكر الله عز وجل وعن أداء العبادات، كما أنه يوقظ الشهوات ويدعو إلى الفساد. وقد قال تعالى: ﴿وَلا تَتَّبِعِ الهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ﴾ [ص: 26].

سادساً: البدائل المشروعة للغناء

هناك العديد من البدائل المشروعة للغناء، مثل:

1. تلاوة القرآن الكريم.

2. الذكر والدعاء.

3. سماع الأحاديث النبوية.

4. قراءة الكتب المفيدة.

5. ممارسة الرياضة.

سابعاً: الخاتمة

الغناء فن جميل، ولكنه قد يكون حراماً إذا اشتمل على محرمات أو إذا كان يلهي عن ذكر الله عز وجل وعن أداء العبادات. وقد اختلف الفقهاء في حكم الغناء، فمنهم من حرمه ومنهم من أجازه بشروط. وعلى المسلم أن يتجنب الغناء المحرم ويسعى إلى الاستماع إلى ما هو مباح ومفيد.

أضف تعليق