هل تارك الصلاه كافر

هل تارك الصلاه كافر

هل تارك الصلاه كافر؟

مقدمة:

الصلاة هي أحد أركان الإسلام الخمسة، وهي عمود الدين، فلا يقبل الله من العباد إيمان أو عمل إلا إذا أقاموا الصلاة، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من ترك الصلاة وجعلها من أكبر الكبائر، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر”، وقال صلى الله عليه وسلم: “بين العبد وبين الكفر ترك الصلاة”.

أولاً: حكم تارك الصلاة:

اختلف العلماء في حكم تارك الصلاة على قولين رئيسين:

القول الأول: أن تارك الصلاة كافر مخلد في النار، وهو قول الجمهور من أهل العلم، واستدلوا على ذلك بالأحاديث الصحيحة الصريحة في تكفير تارك الصلاة، وبإجماع الصحابة والتابعين على ذلك.

القول الثاني: أن تارك الصلاة لا يكفر، وهو قول أهل الاعتزال وبعض الشيعة، واستدلوا على ذلك بآيات قرآنية وأحاديث نبوية، وبأن الكفر أكبر من أن يكفر به تارك الصلاة.

ثانيًا: الأدلة على تكفير تارك الصلاة:

1. الأدلة من القرآن الكريم:

قال الله تعالى: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا} [مريم: 59].

قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} [المؤمنون: 1-2].

2. الأدلة من السنة النبوية:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر”.

عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “بين العبد وبين الكفر ترك الصلاة”.

عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الصلاة عمود الدين، فمن أقامها فقد أقام الدين، ومن تركها فقد هدم الدين”.

3. الأدلة من إجماع الصحابة والتابعين:

أجمع الصحابة والتابعون على تكفير تارك الصلاة، ولم ينقل عن أحد منهم خلاف ذلك، وهذا الإجماع حجة شرعية قطعية تدل على أن تارك الصلاة كافر مخلد في النار.

ثالثًا: شروط تكفير تارك الصلاة:

يشترط لتكفير تارك الصلاة ثلاثة شروط:

1. التمييز: يجب أن يكون تارك الصلاة مميزاً، أي بالغاً عاقلاً، فلا يكفر الصبي والمجنون والمكره على ترك الصلاة.

2. العلم بوجوب الصلاة: يجب أن يكون تارك الصلاة عالماً بوجوب الصلاة، فإذا كان جاهلاً بوجوبها فلا يكفر.

3. الاستهانة بالصلاة: يجب أن يكون تارك الصلاة مستخفاً بها ومستهيناً بها، فإذا كان تاركاً لها لغير الاستهانة بها، مثل العجز أو المرض، فلا يكفر.

رابعًا: أنواع ترك الصلاة:

ينقسم ترك الصلاة إلى ثلاثة أنواع:

1. ترك الصلاة عمداً: وهو أن يتركها الإنسان متعمداً دون عذر شرعي، وهذا النوع من الترك هو الذي يكفر صاحبه.

2. ترك الصلاة سهواً: وهو أن يتركها الإنسان سهواً أو نسياناً، وهذا النوع من الترك لا يكفر صاحبه، ولكن يجب عليه أن يقضي الصلاة التي تركها.

3. ترك الصلاة لعذر شرعي: وهو أن يتركها الإنسان لعذر شرعي، مثل المرض أو السفر أو الإكراه، وهذا النوع من الترك لا يكفر صاحبه، ولا يجب عليه قضاء الصلاة التي تركها.

خامسًا: أحكام تارك الصلاة:

تترتب على ترك الصلاة أحكام كثيرة، منها:

1. بطلان العمل: لا يقبل الله من تارك الصلاة عملاً حتى يتوب ويرجع إلى الصلاة.

2. حل المال: يحل مال تارك الصلاة للمسلمين، ويجوز التصرف فيه دون إذنه.

3. الزنا: يعتبر تارك الصلاة زانياً، ويجب عليه الحد الشرعي للزنا.

4. السرقة: يعتبر تارك الصلاة سارقاً، ويجب عليه الحد الشرعي للسرقة.

5. القتل: يعتبر تارك الصلاة قاتلاً، ويجب عليه الحد الشرعي للقتل.

سادسًا: توبة تارك الصلاة:

يتوب تارك الصلاة بأن يرجع إلى الصلاة ويقيمها على وجهها الصحيح، ويستمر على ذلك حتى يموت، فإن تاب قبل موته فإن الله تعالى يقبل توبته ويغفر له ذنبه.

سابعًا: خاتمة:

الصلاة هي عمود الدين، وهي الركن الثاني من أركان الإسلام، وهي أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة، فينبغي للمسلم أن يحافظ على صلاته ويحرص عليها، وأن يتجنب تركها بأي حال من الأحوال.

أضف تعليق