حكم نسبة النعم إلى النفس

حكم نسبة النعم إلى النفس

حكم نسبة النعم إلى النفس

مقدمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد، فإنه من الأمور المهمة التي يجب على المسلم معرفتها هي حكم نسبة النعم إلى النفس، وذلك حتى لا يقع في الكبر والغرور، ويعلم أن كل ما يملكه هو من فضل الله تعالى.

1. تعريف نسبة النعم إلى النفس:

هي أن ينسب الشخص النعم التي أنعم الله بها عليه إلى نفسه، ويعتقد أنها من اكتسابه وجهده، دون أن يحمد الله تعالى عليها أو يشكره.

2. حكم نسبة النعم إلى النفس:

نسبة النعم إلى النفس حرام شرعًا، ويدل على ذلك الأدلة التالية:

– قال الله تعالى: {وَلَا تَمُنَّ عَلَيَّنَا بِإِسْلَامِكُمْ إِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [الحجرات: 17].

– قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا أنعم الله على عبد بنعمة، فقال: هذا من عندي، فقد كفر نعمة الله” [رواه الترمذي].

– قال الإمام ابن القيم رحمه الله: “نسبة النعم إلى النفس كفر بمن أنعم بها، وظلم لمن استحقها، وتكذيب لمن ادعاها لنفسه دون غيره”.

3. أسباب نسبة النعم إلى النفس:

هناك العديد من الأسباب التي قد تؤدي إلى نسبة النعم إلى النفس، منها:

– الجهل وعدم معرفة حقيقة النعم ومنشأها.

– حب النفس والغرور بها.

– الشيطان الذي يزين للإنسان سوء عمله.

4. آثار نسبة النعم إلى النفس:

نسبة النعم إلى النفس لها آثار وخيمة على صاحبها، منها:

– سخط الله تعالى وغضبه.

– زوال النعمة وزوالها.

– الكبر والغرور، وهو من أخطر الأمراض القلبية.

5. علاج نسبة النعم إلى النفس:

هناك العديد من الأمور التي يمكن أن تساعد على علاج نسبة النعم إلى النفس، منها:

– معرفة حقيقة النعم وأنها من فضل الله تعالى.

– شكر الله تعالى على نعمه والثناء عليه بها.

– التواضع وحسن الظن بالله تعالى.

6. فضل نسبة النعم إلى الله تعالى:

نسبة النعم إلى الله تعالى لها فضل كبير على صاحبها، منها:

– محبة الله تعالى ورضاه عنه.

– دوام النعمة وزيادتها.

– النجاة من الكبر والغرور.

7. نماذج من نسبة النعم إلى النفس في القرآن الكريم والسنة النبوية:

هناك العديد من النماذج التي وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية على نسبة النعم إلى النفس، منها:

– قال الله تعالى عن فرعون: {وَقَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ} [غافر: 29].

– قال تعالى عن قارون: {وَقَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي} [القصص: 78].

– قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يقولن أحدكم: رزقني الله، ولكن ليقل: رزقني ربي” [رواه ابن ماجه].

الخلاصة:

نسبة النعم إلى النفس حرام شرعًا، ويدل على ذلك الأدلة الكثيرة من القرآن الكريم والسنة النبوية، ولها آثار وخيمة على صاحبها، منها: سخط الله تعالى وغضبه، وزوال النعمة، والكبر والغرور. أما نسبة النعم إلى الله تعالى فلها فضل كبير على صاحبها، منها: محبة الله تعالى ورضاه عنه، ودوام النعمة وزيادتها، والنجاة من الكبر والغرور.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *