خطبة مؤثرة عن حقيقة الدنيا وزوالها للشيخ صلاح البدير

خطبة مؤثرة عن حقيقة الدنيا وزوالها للشيخ صلاح البدير

خطبة مؤثرة عن حقيقة الدنيا وزوالها للشيخ صلاح البدير

مقدمة

الحمد لله الذي خلق الدنيا وما فيها، وجعلها دار ابتلاء واختبار لعباده، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد،،،

أيها الإخوة والأخوات، إننا نعيش في دنيا زائلة فانية، لا دوام لها ولا بقاء، وهي دار اختبار وابتلاء، لا دار استقرار وراحة. وقد قال الله تعالى في كتابه العزيز: “وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور” (آل عمران: 185).

الدنيا دار فانية

الدنيا دار فانية وزائلة، لا دوام لها ولا بقاء. قال تعالى: “كل من عليها فان، ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام” (الرحمن: 26-27). وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الدنيا متاع، وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة” (رواه مسلم).

فالدنيـا مزرعـة الآخـرة، من زرع فيها خيرا حصد في الآخرة خيرا، ومن زرع فيها شرا حصد في الآخرة شرا.

والدنيا دار تجارة، فمن اتجر فيها بالطاعة ربح الجنة، ومن اتجر فيها بالمعصية خسر الآخرة.

والدنـيا دار ابتـلاء واختبـار، يبتلي الله عبـاده فيها ليعلم الصادق من الكاذب، والصابر من الجزوع، والشـاكر من الكفور.

الدنيا دار ابتلاء واختبار

الدنيا دار ابتلاء واختبار، يبتلي الله تعالى عباده فيها بالمصائب والشدائد، وبالنعم والرخاء، ليميز الخبيث من الطيب، وليظهر من هو أحسن عملا. قال الله تعالى: “ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون” (الأنبياء: 35).

ابتلى الله تعالى عباده بالفقر والغنى، والصحة والمرض، والقوة والضعف، والعلم والجهل، والجاه والذل، وغير ذلك من الأمور.

ومـن ابتـلاه الله بالفقر أو المرض أو الضعف أو الجهل أو الذل، فصبر على بلائه واحتسب أجره عند الله، كان له في ذلك أجر عظيم.

ومن ابتلاه الله بالغنى أو الصحة أو القوة أو العلم أو الجاه، فشكر الله على نعمه ولم يبطر بها، كان له في ذلك أجر عظيم.

الدنيا دار الغرور

الدنيا دار غرور، تخدع أهلها وتوهمهم أنها دار بقاء واستقرار، وأنها هي الغاية المنشودة. قال تعالى: “زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَٰلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ” (آل عمران: 14).

قد يغتر الإنسان بماله وولده وجاهه، ويظن أنه قد بلغ الكمال ووصل إلى الغاية المنشودة.

ولكن سرعان ما ينكشف له زيف هذه الدنيا، ويظهر له أنها دار فانية وزائلة، وأنها لا تساوي شيئا عند الله تعالى.

فكم من غني أصبح فقيرا، وكم من صاحب جاه أصبح ذليلا، وكم من صاحب صحة أصبح مريضا، وكم من صاحب علم أصبح جاهلا.

الدنيا دار الزوال

الدنيا دار زوال، لا يثبت فيها شيء على حاله. قال تعالى: “وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ” (الرعد: 8).

كل شيء في هذه الدنيا زائل ولا يدوم، حتى الجبال الراسيات والأنهار الجارية والأشجار المورقة.

كل ما في هذه الدنيا من متاع وزينة ونعيم، إلى زوال وانقضاء.

فليس هناك شيء في هذه الدنيا يستحق أن يعلق الإنسان قلبه به، أو أن يجعله غاية منشودة له.

الدنيا مزرعة الآخرة

الدنيا مزرعة الآخرة، فمن زرع فيها خيرا حصد في الآخرة خيرا، ومن زرع فيها شرا حصد في الآخرة شرا. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الدُّنْيَا مَزْرَعَةُ الآخِرَةِ” (رواه البخاري).

كل ما يعمله الإنسان في هذه الدنيا من خير أو شر، سيحاسب عليه في الآخرة.

فمن عمل صالحا في هذه الدنيا، حصد ثمار صلاته في الآخرة، ومن عمل سيئا في هذه الدنيا، حصد ثمار سيئاته في الآخرة.

لذلك، يجب على الإنسان أن يغتنم هذه الفرصة ليعمل صالحا في هذه الدنيا، ويحصد ثمار صلاته في الآخرة.

الدنيا دار التجارة

الدنيا دار تجارة، فمن اتجر فيها بالطاعة ربح الجنة، ومن اتجر فيها بالمعصية خسر الآخرة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الدُّنْيَا تِجَارَةٌ، فَمَنْ رَبِحَ فِيهَا نَجَا وَفَازَ، وَمَنْ خَسِرَ فِيهَا هَلَكَ وَانْدَثَرَ” (رواه ابن ماجه).

رأس مال هذه التجارة هو العمل الصالح، والربح فيها هو الجنة، والخسارة فيها هي النار.

يجب على الإنسان أن يستثمر رأس ماله في هذه التجارة، وأن يتاجر فيه بالطاعة، حتى يربح الجنة.

يجب على الإنسان أن يتجنب المعصية، حتى لا يخسر الآخرة.

الدنيا دار الابتلاء والاختبار

الدنيا دار ابتلاء واختبار، يبتلي الله تعالى عباده فيها بالمصائب والشدائد، وبالنعم والرخاء، ليميز الخبيث من الطيب، وليظهر من هو أحسن عملا. قال الله تعالى: “وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ” (الأنبياء: 35).

ابتلاء الله تعالى لعباده عبادة لهم، واختبار لهم، ورفع لهم في الدرجات.

يجب على الإنسان أن يصبر على ابتلاء الله تعالى، وأن يحتسب أجره عند الله.

يجب على الإنسان أن يشكر الله تعالى على نعمه، وأن لا يبطر بها.

خاتمة

وفي الختام، أدعوكم جميعا إلى أن تتقوا الله تعالى، وأن تعملوا صالحا في هذه الدنيا، وأن تتزودوا للآخرة. وأن تتذكروا أن هذه الدنيا دار فانية وزائلة، وأن الآخرة هي دار البقاء والاستقرار.

أضف تعليق