خطبة عن حقيقة الدنيا الفانية

خطبة عن حقيقة الدنيا الفانية

الخطبة:

مقدمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد،،،

فإن الدنيا دار فانية وزائلة، وليست دار بقاء واستقرار، فهي دار ابتلاء واختبار، لا دار راحة واستقرار ولذة، وهي تمثل مرحلة مؤقتة في رحلة الإنسان نحو الحياة الأبدية في الآخرة.

الدنيا دار زوال وفناء:

1. الدنيا دار زوال وفناء، فكل شيء فيها فاني وزائل، لا يبقى على حاله، ولا يدوم على وتيرة واحدة.

2. فالشباب يزول والشيخوخة تحل، والقوة تضعف والضعف يقوى، والغنى يفقر والفقر يغنى.

3. والمال يضيع والصحة تتدهور والجاه يزول، وكل ما في الدنيا من متع ولذائذ وزينة، فإنها زائلة وفانية، لا تبقى ولا تدوم.

الدنيا دار ابتلاء واختبار:

1. الدنيا دار ابتلاء واختبار، يمتحن الله بها عباده، ويميز الخبيث من الطيب، والصادق من الكاذب، والصابر من الجازع.

2. فمن صبر على ابتلاء الدنيا وصبرها، ورزي بقضاء الله وقدره، واستسلم لأمره، وفوض إليه أمره، كان من الفائزين في الدنيا والآخرة.

3. ومن جزع من ابتلاء الدنيا وسخط على قضاء الله وقدره، وتمرد على أمره، وثار عليه، كان من الخاسرين في الدنيا والآخرة.

الدنيا دار عمل وجهاد:

1. الدنيا دار عمل وجهاد، وليست دار راحة واستقرار وكسل، فالإنسان فيها مكلف بالعمل والعبادة والجهاد، ليفوز برضا الله عز وجل ورحمته.

2. فعليه أن يجاهد نفسه وشهواته، ويقاوم هواه ورغباته، ويتحمل مشاق الحياة ومتاعبها، ويسعى في كسب رضا الله عز وجل، من خلال أداء العبادات المفروضة والواجبة، والعمل الصالح النافع.

3. وأن يجاهد الكفار والمشركين والمنافقين، الذين يحاولون إطفاء نور الله عز وجل وإفساد الأرض وإشاعة الفساد فيها، وأن ينشر الإسلام ويعلي كلمة الله عز وجل في الأرض.

الدنيا دار عبرة واعتبار:

1. الدنيا دار عبرة واعتبار، فيها كثير من الدروس والعبر التي ينبغي للإنسان أن يتدبرها ويتعلم منها.

2. فعليه أن يتأمل في أحوال السابقين من الأمم والشعوب والحضارات التي سبقته، وكيف كانت نهاياتها، وكيف زالت واندثرت.

3. وأن يتأمل في أحوال المعاصرين له من الناس، وكيف تنقلب أحوالهم وتتغير ظروفهم، وكيف يبتلون بالشدائد والنكبات والمصائب.

الدنيا مزرعة الآخرة:

1. الدنيا مزرعة الآخرة، فما يزرعه الإنسان في الدنيا من خير أو شر، سيحصده في الآخرة.

2. فمن زرع فيها خيرا، حصد في الآخرة خيرا، ومن زرع فيها شرا، حصد في الآخرة شرا.

3. لذلك ينبغي للإنسان أن يغتنم الفرصة في الدنيا، ويسارع في عمل الخير والتقوى والصلاح، ليفوز برضوان الله عز وجل ورحمته في الآخرة.

الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر:

1. الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر، فالمؤمن فيها متغرب ومسافر، ينتظر لقاء ربه عز وجل، ويتوق إلى جنة النعيم في الآخرة.

2. أما الكافر فهو فيها مستمتع ومتلذذ، ولا يهمه إلا عاجل الدنيا وزينتها ومتاعها، ولا يفكر في الآخرة وعذابها.

3. لذلك ينبغي للمؤمن أن يصبر على ابتلاء الدنيا ومشاقها ومتاعبها، وأن يتزود منها للآخرة، وأن يجعلها وسيلة لبلوغ جنة النعيم في الآخرة.

الدنيا فانية والآخرة باقية:

1. الدنيا فانية والآخرة باقية، فمهما طالت الدنيا على الإنسان، ومهما نال فيها من متع ولذائذ وزينة، فإنها ستنتهي حتما، وسيتركها إلى الآخرة.

2. لذلك ينبغي للإنسان أن لا يغتر بالدنيا وزينتها، وأن لا يطمئن إليها، وأن لا يتعلق بها، بل عليه أن يجعل الآخرة نصب عينيه، ويسعى لبلوغها والفوز برضا الله عز وجل ورحمته.

3. فعليه أن يقدم الآخرة على الدنيا، وأن يؤثرها عليها، وأن يعمل لها بجد واجتهاد، حتى ينال الفوز والنجاة في الآخرة.

الخاتمة:

عباد الله، إن الدنيا دار فانية وزائلة، وليست دار بقاء واستقرار، فهي دار ابتلاء واختبار، لا دار راحة واستقرار ولذة، وهي تمثل مرحلة مؤقتة في رحلة الإنسان نحو الحياة الأبدية في الآخرة.

فلنعمل للآخرة، ولنغتنم الفرصة في الدنيا، ولنسارع في عمل الخير والتقوى والصلاح، ليفوز برضوان الله عز وجل ورحمته في الآخرة.

أضف تعليق