شعر عن الدنيا القاسية

شعر عن الدنيا القاسية

المقدمة:

الدنيا دار فانية، لا تدوم فيها حال، ولا يثبت فيها أمر، فهي دار ابتلاء وامتحان، يبتلي الله تعالى فيها عباده ليظهر الصابرين منهم، والمنافقين، والكاذبين، والصادقين، فمن صبر على بلائها ونال رضى الله تعالى، كان له الفوز العظيم في الآخرة، ومن جزع منها وشكا حاله، كان له الخسران المبين.

1. الدنيا دار غرور:

– الدنيا دار غرور وتقلب، فما فيها باق ولا دائم، فهي اليوم لك وغداً لغيرك، وقد قال تعالى: {اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفراً ثم يكون حطاماً وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور}.

– تغري الدنيا الناس بزخرفها ومتاعها الفاني، فتراهم يتسابقون في جمع المال، وبناء القصور، والظهور بمظهر القوة والسلطان، وينسون أنهم راحلون عنها عاجلاً أو آجلاً، وأن ما فيها من متاع وزينة سيبقى وراءهم.

– إن الغرور بالدنيا من أخطر الأمراض التي تصيب الإنسان، فهو يجعله ينسى الآخرة، ويسعى وراء شهواته وملذاته، ويغفل عن ذكر الله تعالى وطاعته، وقد قال تعالى: {ولا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المصير}.

2. الدنيا دار فانية:

– الدنيا دار فانية، لا تدوم فيها حال، ولا يثبت فيها أمر، فهي اليوم لك وغداً لغيرك، وقد قال تعالى: {كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام}.

– كل ما في الدنيا من متاع وزينة وزخرف، إنما هو زائل فاني، لا يبقى منه شيء، فالمال يزول، والجاه يزول، والسلطان يزول، والعمر يزول، وكل شيء في الدنيا معرض للزوال والفناء، وقد قال تعالى: {وإنا كل شيء هالك إلا وجهه}.

– إن التفكير في فناء الدنيا وزوالها، يجعل الإنسان يزهد فيها، ولا يحرص على جمع مالها ومتاعها، ويسعى إلى العمل الصالح الذي ينفعه في الآخرة.

3. الدنيا دار ابتلاء وامتحان:

– الدنيا دار ابتلاء وامتحان، يبتلي الله تعالى فيها عباده ليظهر الصابرين منهم، والمنافقين، والكاذبين، والصادقين، فمن صبر على بلائها ونال رضى الله تعالى، كان له الفوز العظيم في الآخرة، ومن جزع منها وشكا حاله، كان له الخسران المبين.

– قال تعالى: {ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم}.

– البلاء والابتلاء سنة من سنن الله تعالى في خلقه، وهو يبتلي عباده بأنواع مختلفة من البلاء، منها الفقر والمرض والموت وفقد الأحبة، ومنها الظلم والقهر والاضطهاد، ومنها الفتن والمحن والابتلاءات العظيمة.

4. الدنيا دار حزن وألم:

– الدنيا دار حزن وألم، ففيها من المصائب والآلام ما لا يحصى ولا يعد، فمن موت الأحبة، إلى المرض والفقر، إلى الظلم والقهر والاضطهاد، إلى الحروب والكوارث الطبيعية، إلى غير ذلك من المصائب والآلام التي لا تنتهي.

– قال تعالى: {لقد خلقنا الإنسان في كبد}.

– إن الإنسان في هذه الدنيا يعيش في حالة من القلق والضيق والحزن الدائم، فهو قلق على صحته وماله وأولاده، وحزين على ما فاته من متاع الدنيا، وخائف من المستقبل المجهول.

5. الدنيا دار خداع وغدر:

– الدنيا دار خداع وغدر، فهي تخدع الناس بزخرفها ومتاعها الفاني، وتغريهم بالشهوات والملذات، ثم تخونهم وتتركهم في النهاية وحيدين تائهين.

– قال تعالى: {إنما الحياة الدنيا لهو ولعب وإن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون}.

– إن الإنسان في هذه الدنيا معرض للخداع والغدر من أقرب الناس إليه، فقد يخونه صديقه، ويغدر به رفيقه، وينقلب عليه أقرب أقربائه، وقد قال تعالى: {واعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفراً ثم يكون حطاماً وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور}.

6. الدنيا مزرعة الآخرة:

– الدنيا مزرعة الآخرة، فما يزرعه الإنسان فيها من خير أو شر، يحصده في الآخرة، فمن زرع فيها الإيمان والتقوى والعمل الصالح، حصد في الآخرة الجنة والنعيم المقيم، ومن زرع فيها الكفر والمعصية والعمل السيئ، حصد في الآخرة النار والعذاب الأليم.

– قال تعالى: {من عمل صالحاً فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد}.

– إن الإنسان مسؤول أمام الله تعالى عن حياته في الدنيا، وعليه أن يستغلها في طاعة الله تعالى، وبذل الخير للناس، والإعداد للآخرة، فإن الآخرة هي الدار الباقية، والدنيا هي الدار الفانية.

7. الزهد في الدنيا والتعلق بالآخرة:

– الزهد في الدنيا والتعلق بالآخرة، من أهم صفات المؤمنين الصادقين، فهو لا يحرص على جمع مالها ومتاعها، ولا يتعلق قلبه بزخرفها ومتاعها الفاني، بل يزهد فيها ويتعلق بالآخرة، ويسعى إلى العمل الصالح الذي ينفعه فيها.

– قال تعالى: {زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب}.

– إن الزهد في الدنيا والتعلق بالآخرة، يجعل الإنسان حراً طليقاً، لا يخشى شيئاً في الدنيا، ولا يحزن على شيء فيها، ولا يتعلق قلبه بزخرفها ومتاعها الفاني، بل يسعى إلى العمل الصالح الذي ينفعه في الآخرة.

الخاتمة:

الدنيا دار فانية، لا تدوم فيها حال، ولا يثبت فيها أمر، فهي دار ابتلاء وامتحان، يبتلي الله تعالى فيها عباده ليظهر الصابرين منهم، والمنافقين، والكاذبين، والصادقين، فمن صبر على بلائها ونال رضى الله تعالى، كان له الفوز العظيم في الآخرة، ومن جزع منها وشكا حاله، كان له الخسران المبين.

إن الدنيا مزرعة الآخرة، فما يزرعه الإنسان فيها من خير أو شر، يحصده في الآخرة، فمن زرع فيها الإيمان والتقوى والعمل الصالح، حصد في الآخرة الجنة والنعيم المقيم، ومن زرع فيها الكفر والمعصية والعمل السيئ، حصد في الآخرة النار والعذاب الأليم.

فالزهد في الدنيا والتعلق بالآخرة، من أهم صفات المؤمنين الصادقين، فهو لا يحرص على جمع مالها ومتاعها، ولا يتعلق قلبه بزخرفها ومتاعها الفاني، بل يزهد فيها ويتعلق بالآخرة، ويسعى إلى العمل الصالح الذي ينفعه فيها.

أضف تعليق