هل الغيبة تبطل الوضوء

هل الغيبة تبطل الوضوء

الغيبة هي ذكر عيوب شخص غائب عنه، سواء في خلقه أو خلقه أو نسبه أو دينه أو عمله، وهذا يعتبر من الكبائر في الإسلام، وقد ورد في الحديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “إياكم والغيبة، فإن الغيبة أشد من الزنا، إن الرجل ليزني ثم يتوب فيتوب الله عليه، وإن صاحب الغيبة لا يغفر له حتى يغفر له صاحبه”.

وقد اختلف الفقهاء في حكم الغيبة هل تبطل الوضوء أم لا، فذهب جمهور الفقهاء إلى أن الغيبة لا تبطل الوضوء، مستدلين بحديث علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أنه قال: “لا يبطل الوضوء إلا ما خرج من السبيلين”، وهذا الحديث رواه أبو داود والترمذي وصححه.

وذهب بعض الفقهاء إلى أن الغيبة تبطل الوضوء، مستدلين بأنها كبيرة من الكبائر، وأن الكبائر تبطل الوضوء، وقد روي عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أنه قال: “الكبائر سبع: الشرك بالله، وقتل النفس، والزنا، والربا، وأكل مال اليتيم، واتهام المحصنات، والسرقة”.

وعلى الرغم من اختلاف الفقهاء في حكم الغيبة هل تبطل الوضوء أم لا، إلا أنهم اتفقوا على أنها من الكبائر التي يجب التوبة منها والندم عليها، والحرص على عدم الوقوع فيها مرة أخرى.

أدلة جمهور الفقهاء على أن الغيبة لا تبطل الوضوء:

1. حديث علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- الذي رواه أبو داود والترمذي وصححه: “لا يبطل الوضوء إلا ما خرج من السبيلين”.

2. حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- الذي رواه أبو داود والترمذي وصححه: “لا ينقض الوضوء إلا ما خرج من السبيلين”.

3. إجماع الصحابة والتابعين على أن الغيبة لا تبطل الوضوء، ولم يُنقل عن أحد منهم خلاف ذلك.

أدلة بعض الفقهاء على أن الغيبة تبطل الوضوء:

1. حديث عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- الذي روي عنه أنه قال: “الكبائر سبع: الشرك بالله، وقتل النفس، والزنا، والربا، وأكل مال اليتيم، واتهام المحصنات، والسرقة”.

2. حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- الذي رواه البخاري ومسلم: “الغيبة أشد من الزنا”.

3. قول بعض العلماء بأن الغيبة كبيرة من الكبائر، وأن الكبائر تبطل الوضوء.

الراجح من أقوال الفقهاء في حكم الغيبة هل تبطل الوضوء أم لا:

الراجح من أقوال الفقهاء هو أن الغيبة لا تبطل الوضوء، وذلك للأدلة الواردة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وعن أصحابه -رضي الله عنهم- والتي تدل على ذلك، ولإجماع الصحابة والتابعين على أن الغيبة لا تبطل الوضوء، ولم يُنقل عن أحد منهم خلاف ذلك.

حكم الغيبة في الإسلام:

الغيبة من الكبائر في الإسلام، وقد ورد في الحديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “إياكم والغيبة، فإن الغيبة أشد من الزنا، إن الرجل ليزني ثم يتوب فيتوب الله عليه، وإن صاحب الغيبة لا يغفر له حتى يغفر له صاحبه”.

كما ورد في الحديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “من اغتاب أخاه المسلم بصفة لم تصفه الله بها، بعث الله ملكًا يضرب خده الأيمن والأيسر إلى يوم القيامة”.

وقد حدد الإسلام شروطًا للتوبة من الغيبة، منها:

1. الندم على ما فات من الغيبة.

2. العزم على عدم العودة إليها مرة أخرى.

3. طلب المغفرة من الله تعالى.

4. التوبة إلى الشخص الذي اغتيب.

أسباب الغيبة:

هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى الغيبة، منها:

1. الحسد: وهو تمني زوال النعمة عن الغير.

2. الكبر: وهو الاعتداد بالنفس والازدراء بالغير.

3. الجهل: وهو عدم معرفة حكم الغيبة وعواقبها.

4. حب الانتقام: وهو الرغبة في إيذاء الغير بسبب ما لحق به من أذى منه.

5. حب الظهور: وهو الرغبة في إظهار النفس بأفضل صورة ممكنة، ولو كان ذلك على حساب الغير.

مخاطر الغيبة:

للغيبة العديد من المخاطر منها:

1. إفساد العلاقات الاجتماعية: تؤدي الغيبة إلى إفساد العلاقات الاجتماعية بين الناس، وتقطع أواصر المحبة والألفة بينهم.

2. الإثم: تعد الغيبة من كبائر الذنوب، وهي من الأعمال التي يعاقب عليها الله تعالى في الدنيا والآخرة.

3. النميمة: تعد الغيبة من أنواع النميمة، والتي قال الله تعالى عنها: “وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا”.

4. الحرمان من مغفرة الله تعالى: لا يغفر الله تعالى لمن مات وهو على حالة الغيبة، إلا إذا تاب منها قبل موته.

خاتمة:

الغيبة من الكبائر في الإسلام، ولها العديد من المخاطر على الفرد والمجتمع، وقد حدد الإسلام شروطًا للتوبة منها، فينبغي للمسلم أن يتحلى بالأخلاق الفاضلة، وأن يتجنب الغيبة وغيرها من الذنوب، وأن يسعى إلى إصلاح نفسه ومجتمعه.

أضف تعليق