هل يجب الوضوء عند قراءة القرآن من الهاتف

هل يجب الوضوء عند قراءة القرآن من الهاتف

**مقدمة:**

القرآن الكريم هو كلام الله المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وهو من أعظم نعم الله تعالى على عباده. وتلاوة القرآن من أفضل العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، وقد حثنا النبي صلى الله عليه وسلم على تلاوة القرآن في كثير من الأحاديث، ومنها قوله: “من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول “الم” حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف”.

**هل يجب الوضوء عند قراءة القرآن من الهاتف؟**

اختلف العلماء في حكم الوضوء عند قراءة القرآن من الهاتف المحمول، فذهب بعضهم إلى وجوب الوضوء، بينما ذهب البعض الآخر إلى عدم وجوبه.

**أولاً: من قال بوجوب الوضوء عند قراءة القرآن من الهاتف:**

استدل القائلون بوجوب الوضوء عند قراءة القرآن من الهاتف بعدد من الأدلة، منها:

**1. الأدلة من القرآن الكريم:**

قال تعالى: “لا يمسه إلا المطهرون” (الواقعة:79). وهذه الآية تدل على وجوب طهارة المسلم عند مس المصحف الشريف، وقراءة القرآن من الهاتف المحمول يعتبر من أنواع مس المصحف.

**2. الأدلة من السنة النبوية:**

ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “لا يقرأ القرآن إلا طاهر” (رواه الترمذي). وهذا الحديث يدل على وجوب طهارة المسلم عند قراءة القرآن الكريم، سواء كان ذلك من المصحف الشريف أو من الهاتف المحمول.

**3. الأدلة من أقوال الصحابة والتابعين:**

روي عن عدد من الصحابة والتابعين أنهم كانوا يتوضؤون قبل قراءة القرآن الكريم، وهذا يدل على أنهم كانوا يرون وجوب الوضوء عند قراءة القرآن.

**ثانيًا: من قال بعدم وجوب الوضوء عند قراءة القرآن من الهاتف:**

استدل القائلون بعدم وجوب الوضوء عند قراءة القرآن من الهاتف بعدد من الأدلة، منها:

**1. الأدلة من القرآن الكريم:**

قال تعالى: “وما جعل عليكم في الدين من حرج” (الحج:78). وهذه الآية تدل على أن الإسلام دين يسر وليس دين عسر، وأن الله تعالى لم يكلف المسلمين بما يشق عليهم. وقراءة القرآن من الهاتف المحمول لا يعتبر من أنواع مس المصحف الشريف، وبالتالي فلا يجب الوضوء عند قراءته.

**2. الأدلة من السنة النبوية:**

لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أي حديث يدل على وجوب الوضوء عند قراءة القرآن من الهاتف المحمول. وهذا يدل على أن قراءة القرآن من الهاتف المحمول لا توجب الوضوء.

**3. الأدلة من أقوال الصحابة والتابعين:**

روي عن بعض الصحابة والتابعين أنهم كانوا يقرأون القرآن من المصحف الشريف دون وضوء، وهذا يدل على أنهم كانوا يرون عدم وجوب الوضوء عند قراءة القرآن.

**الخاتمة:**

بعد عرض أدلة الفريقين، نخلص إلى أن الرأي الراجح هو عدم وجوب الوضوء عند قراءة القرآن من الهاتف المحمول. وهذا الرأي هو الذي عليه جمهور العلماء، وهو الذي ننصح به المس

أضف تعليق