القرآن الكريم هو كلام الله تعالى المعجز، وقد أنزله على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وتتعدد طرق قراءته، فمن الممكن قراءته من المصحف الشريف، أو سماعه من قارئ، أو قراءته من الهاتف المحمول.
وفي هذا المقال، سنتناول حكم قراءة القرآن من الهاتف المحمول، وهل يتطلب الوضوء أم لا.
مقدمة
يعتبر القرآن الكريم هو كلام الله تعالى المعجزة، وهو آخر الكتب السماوية، وقد أنزله الله تعالى على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وقد أجمع العلماء على وجوب الوضوء لقراءة المصحف الشريف، باعتباره من شعائر الله تعالى، ولكنهم اختلفوا في حكم قراءة القرآن من الهاتف المحمول، وهل يتطلب الوضوء أم لا.
أدلة من السنة النبوية على وجوب الوضوء لقراءة القرآن
لقد وردت العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي تدل على وجوب الوضوء لقراءة القرآن الكريم، منها:
1. حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يمس المصحف إلا طاهر”.
2. حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تقرأوا القرآن وأنتم جنب”.
3. حديث ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من مس شيئًا من القرآن فليتوضأ”.
أدلة من أقوال الصحابة على وجوب الوضوء لقراءة القرآن
لقد نقل عن العديد من الصحابة رضي الله عنهم قولهم بوجوب الوضوء لقراءة القرآن الكريم، منهم:
1. قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “لا يمس القرآن إلا طاهر”.
2. قول علي بن أبي طالب رضي الله عنه: “لا تقرأوا القرآن وأنتم جنب”.
3. قول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: “من مس شيئًا من القرآن فليتوضأ”.
أقوال العلماء في حكم قراءة القرآن من الهاتف المحمول
لقد اختلف العلماء في حكم قراءة القرآن من الهاتف المحمول، وهل يتطلب الوضوء أم لا، ويمكن تلخيص أقوالهم فيما يلي:
1. القول الأول: يجب الوضوء لقراءة القرآن من الهاتف المحمول، لأن الهاتف المحمول يعتبر من المصاحف الإلكترونية، وبالتالي فهو داخل في عموم الأحاديث النبوية التي تدل على وجوب الوضوء لقراءة القرآن الكريم.
2. القول الثاني: لا يجب الوضوء لقراءة القرآن من الهاتف المحمول، لأن الهاتف المحمول لا يعتبر من المصاحف، وبالتالي لا يدخل في عموم الأحاديث النبوية التي تدل على وجوب الوضوء لقراءة القرآن الكريم.
3. القول الثالث: يجوز قراءة القرآن من الهاتف المحمول بدون وضوء، ولكن يستحب الوضوء قبل القراءة.
الراجح من أقوال العلماء
الراجح من أقوال العلماء هو القول الأول، الذي يقول بوجوب الوضوء لقراءة القرآن من الهاتف المحمول، وذلك لأن الهاتف المحمول يعتبر من المصاحف الإلكترونية، وبالتالي فهو داخل في عموم الأحاديث النبوية التي تدل على وجوب الوضوء لقراءة القرآن الكريم.
الخاتمة
وبناءً على ما سبق، فإن حكم قراءة القرآن من الهاتف المحمول هو وجوب الوضوء قبل القراءة، وذلك لأن الهاتف المحمول يعتبر من المصاحف الإلكترونية، وبالتالي فهو داخل في عموم الأحاديث النبوية التي تدل على وجوب الوضوء لقراءة القرآن الكريم.