هل يشترط الوضوء لقراءة القران

هل يشترط الوضوء لقراءة القران

مقدمة

القراءة هي إحدى العبادات الهامة التي ينبغي على المسلم أن يحرص عليها، وقد حثنا الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم على قراءة القرآن الكريم والتدبر في معانيه والعمل به، وجاء في بعض الآثار عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها”.

هل يشترط الوضوء لقراءة القرآن الكريم؟

اختلف الفقهاء في مسألة اشتراط الوضوء لقراءة القرآن الكريم، فذهب بعضهم إلى أنه لا يشترط الوضوء للقراءة مطلقًا، وذهب آخرون إلى أنه يشترط الوضوء للقراءة مطلقًا، وذهب فريق ثالث إلى التفصيل بين قراءة القرآن الكريم وقراءة غيره من الكتب الدينية، فقالوا إنه يشترط الوضوء لقراءة القرآن الكريم دون غيره.

أقوال الفقهاء في اشتراط الوضوء لقراءة القرآن الكريم

_1. من قال بعدم اشتراط الوضوء لقراءة القرآن الكريم:_

– استدلوا بقوله تعالى: {وَلَا تَمَسَّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ} [الواقعة: 79]. قالوا إن هذه الآية لا تدل على اشتراط الوضوء لقراءة القرآن الكريم، وإنما تدل على عدم جواز مس المصحف إلا للمتطهرين، وذلك لأن الآية تتحدث عن حمل المصحف وليس عن قراءته.

– قالوا أيضًا إنه لم يرد أي نص صريح في السنة النبوية على اشتراط الوضوء لقراءة القرآن الكريم.

_2. من قال باشتراط الوضوء لقراءة القرآن الكريم مطلقًا:_

– استدلوا بقوله تعالى: {فَإِنَّهُ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ الْمَكْنُونِ لَّدُنَّ عِزِيزٍ ذِي عُرْشٍ رَسُولٍ كَرِيمٍ ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ أَمِينٍ} [التكوير: 21-26]. قالوا إن هذه الآية تدل على أن القرآن الكريم هو كلام الله تعالى، وأنه يجب علينا أن نتطهر قبل قراءته.

– قالوا أيضًا إنه ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “إذا أراد أحدكم أن يقرأ القرآن فليتوضأ”.

_3. من قال بالتفصيل بين قراءة القرآن الكريم وقراءة غيره من الكتب الدينية:_

– قالوا إن الوضوء واجب لقراءة القرآن الكريم دون غيره من الكتب الدينية، لأن القرآن الكريم هو كلام الله تعالى، وهو أعلى من غيره من الكتب الدينية.

– قالوا أيضًا إنه ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “إذا أراد أحدكم أن يقرأ القرآن فليتوضأ”.

الراجح في مسألة اشتراط الوضوء لقراءة القرآن الكريم

الراجح أن الوضوء ليس شرطًا لصحة قراءة القرآن الكريم، ولكن يستحب الوضوء قبل قراءته، وذلك لأن الوضوء من آداب قراءة القرآن الكريم، وهو من الأمور التي تدل على تعظيم كلام الله تعالى.

آداب قراءة القرآن الكريم

يجب على المسلم أن يحافظ على آداب قراءة القرآن الكريم، ومن هذه الآداب:

– أن يتوضأ قبل القراءة.

– أن يستقبل القبلة.

– أن يقعد جلسة مهذبة.

– أن يخشع قلبه ويركز ذهنه.

– أن يقرأ القرآن الكريم بتدبر ومعرفة معانيه.

– أن يرتل القرآن الكريم ويحسن صوته.

– أن يتدبر في معاني القرآن الكريم ويعمل به.

خاتمة

قراءة القرآن الكريم من العبادات الهامة التي ينبغي على المسلم أن يحرص عليها، وقد حثنا الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم على قراءة القرآن الكريم والتدبر في معانيه والعمل به، والراجح أن الوضوء ليس شرطًا لصحة قراءة القرآن الكريم، ولكن يستحب الوضوء قبل قراءته، وذلك لأن الوضوء من آداب قراءة القرآن الكريم، وهو من الأمور التي تدل على تعظيم كلام الله تعالى.

أضف تعليق