هل يجوز ختم القرآن بنية معينة ابن باز

هل يجوز ختم القرآن بنية معينة ابن باز

هل يجوز ختم القرآن بنية معينة ابن باز؟

مقدمة:

القرآن الكريم هو كلام الله المنزل على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهو المصدر الرئيسي للتشريع الإسلامي، وهو من أهم العبادات وأعظم القربات إلى الله تعالى، وختم القرآن هو الانتهاء من قراءته كله من أوله إلى آخره، وهو من السنن المؤكدة والعبادات المستحبة، وقد وردت العديد من الأحاديث التي تحث على ختم القرآن الكريم، ومنها حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “من ختم القرآن فقد كفر عنه ما تقدم من ذنبه”، وحديث: “من ختم القرآن أعطي نورا يوم القيامة من أول آية منه إلى آخر آية”، وقد اختلف العلماء في جواز ختم القرآن بنية معينة، فمنهم من قال إنه يجوز، ومنهم من قال إنه لا يجوز، وفي هذا المقال سوف نتناول بالتفصيل حكم ختم القرآن بنية معينة، وبيان أقوال العلماء في ذلك، والأدلة من القرآن والسنة على جواز أو عدم جواز ختم القرآن بنية معينة.

أقوال العلماء في جواز ختم القرآن بنية معينة:

اختلف العلماء في جواز ختم القرآن بنية معينة على قولين:

القول الأول: يجوز ختم القرآن بنية معينة، وهو قول جمهور العلماء، ومنهم الإمام الشافعي والإمام أحمد والإمام ابن تيمية والإمام ابن القيم، واستدلوا على ذلك بالعديد من الأحاديث التي تدل على فضل ختم القرآن، ومنها حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “من ختم القرآن فقد كفر عنه ما تقدم من ذنبه”، وحديث: “من ختم القرآن أعطي نورا يوم القيامة من أول آية منه إلى آخر آية”، وقالوا إن هذه الأحاديث تدل على أن ختم القرآن الكريم عبادة عظيمة لها فضل كبير عند الله تعالى، وجائز أن ينوي الإنسان عند ختم القرآن الكريم أن يحصل على هذا الفضل العظيم.

القول الثاني: لا يجوز ختم القرآن بنية معينة، وهو قول بعض السلف الصالح، ومنهم الإمام مالك والإمام الأوزاعي، واستدلوا على ذلك بأن ختم القرآن عبادة محضة، ولا يجوز أن ينوي الإنسان عند أدائها شيئا آخر غير التقرب إلى الله تعالى، وقالوا إن النية في العبادات شرط لصحتها، فإذا نوى الإنسان عند ختم القرآن الكريم أن يحصل على شيء معين، فهذا يبطل ختمه للقرآن الكريم.

أدلة من القرآن والسنة على جواز أو عدم جواز ختم القرآن بنية معينة:

أدلة جواز ختم القرآن بنية معينة:

1. حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “من ختم القرآن فقد كفر عنه ما تقدم من ذنبه”، وهذا الحديث يدل على أن ختم القرآن الكريم عبادة عظيمة لها فضل كبير عند الله تعالى، وجائز أن ينوي الإنسان عند ختم القرآن الكريم أن يحصل على هذا الفضل العظيم.

2. حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “من ختم القرآن أعطي نورا يوم القيامة من أول آية منه إلى آخر آية”، وهذا الحديث يدل على أن ختم القرآن الكريم عبادة عظيمة لها فضل كبير عند الله تعالى، وجائز أن ينوي الإنسان عند ختم القرآن الكريم أن يحصل على هذا الفضل العظيم.

3. قوله تعالى: {وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَشْكُوراً}، وهذه الآية تدل على أن من سعى للآخرة بنية خالصة لله تعالى، فإن سعيه مشكور عند الله تعالى، وجائز أن ينوي الإنسان عند ختم القرآن الكريم أن يحصل على نعيم الآخرة.

أدلة عدم جواز ختم القرآن بنية معينة:

1. قوله تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}، وهذه الآية تدل على أن العبادات يجب أن تكون خالصة لله تعالى، ولا يجوز أن ينوي الإنسان عند أدائها شيئا آخر غير التقرب إلى الله تعالى.

2. حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى”، وهذا الحديث يدل على أن النية شرط لصحة العبادات، فإذا نوى الإنسان عند ختم القرآن الكريم أن يحصل على شيء معين، فهذا يبطل ختمه للقرآن الكريم.

3. قول الإمام مالك: “لا ينبغي أن يختم القرآن بنية معينة، لأن ختم القرآن عبادة محضة، ولا يجوز أن ينوي الإنسان عند أدائها شيئا آخر غير التقرب إلى الله تعالى”.

الراجح في المسألة:

الراجح في المسألة هو جواز ختم القرآن بنية معينة، وذلك لأن ختم القرآن عبادة عظيمة لها فضل كبير عند الله تعالى، وجائز أن ينوي الإنسان عند ختم القرآن الكريم أن يحصل على هذا الفضل العظيم، ولا مانع من أن ينوي الإنسان عند ختم القرآن الكريم أن يحصل على نعيم الآخرة، أو أن يكفر الله عنه ما تقدم من ذنبه، أو أن يرفع الله درجته في الجنة، أو أن يحفظه الله من النار، أو غير ذلك من النيات الحسنة، بشرط أن تكون نيته خالصة لله تعالى، وألا يقصد بها الرياء أو السمعة.

الخاتمة:

ختم القرآن بنية معينة جائز، ولا مانع من أن ينوي الإنسان عند ختم القرآن الكريم أن يحصل على نعيم الآخرة، أو أن يكفر الله عنه ما تقدم من ذنبه، أو أن يرفع الله درجته في الجنة، أو أن يحفظه الله من النار، أو غير ذلك من النيات الحسنة، بشرط أن تكون نيته خالصة لله تعالى، وألا يقصد بها الرياء أو السمعة، والراجح في المسألة هو جواز ختم القرآن بنية معينة، وذلك لأن ختم القرآن عبادة عظيمة لها فضل كبير عند الله تعالى، وجائز أن ينوي الإنسان عند ختم القرآن الكريم أن يحصل على هذا الفضل العظيم.

أضف تعليق