هل يجوز للحائض ختم القرآن من الهاتف؟
مقدمة:
الحائض هي المرأة التي تعاني من نزيف مهبلي دوري يحدث بسبب تقشر بطانة الرحم استعدادًا للحمل. تعتبر المرأة حائضًا من بداية نزول الدم حتى آخر يوم منه. وخلال هذه الفترة، تُمنع النساء المسلمات من أداء بعض العبادات، مثل الصلاة والصيام ومس القرآن.
هل يجوز للحائض ختم القرآن من الهاتف؟
اختلف الفقهاء في حكم ختم القرآن للحائض من الهاتف، فمنهم من أجازه ومنهم من منعه.
الأدلة من السنة:
لم يرد في السنة النبوية نص صريح يجيز أو يمنع قراءة القرآن للحائض، ولكن هناك بعض الأدلة التي يمكن الاستناد إليها في هذا الصدد:
عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ القرآن وأنا حائض وأنا حاضرة في جوفه”.
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ القرآن على المنبر وأمامه نساء حائض”.
الأدلة من كتب الفقه:
اختلف الفقهاء في حكم قراءة القرآن للحائض، فمنهم من أجاز ذلك ومنهم من منعه. وقد استدل المجيزون بما يلي:
أن قراءة القرآن عبادة قلبية لا تحتاج إلى طهارة بدن.
أن الصحابيات كن يقرأن القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولم ينكرهن.
أن الحائض لا تمنع من دخول المسجد، ولا تمنع من سماع القرآن.
واستدل المانعون بما يلي:
أن قراءة القرآن عبادة بدنية تحتاج إلى طهارة بدن.
أن الحائض ممنوعة من الصلاة والصيام ومس المصحف، فمن باب أولى أن تُمنع من قراءة القرآن.
أن قراءة القرآن للحائض قد تؤدي إلى إيصال النجاسة إلى المصحف.
الرأي الراجح:
الرأي الراجح عند جمهور الفقهاء هو جواز ختم القرآن للحائض من الهاتف، بشرط ألا تمس المصحف بيدها. ويستند هذا الرأي إلى الأدلة التالية:
أن قراءة القرآن عبادة قلبية لا تحتاج إلى طهارة بدن.
أن الصحابيات كن يقرأن القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولم ينكرهن.
أن الحائض لا تمنع من دخول المسجد، ولا تمنع من سماع القرآن.
أن الهاتف يعتبر حاجزًا بين الحائض والمصحف، وبالتالي لا يمكن أن ينتقل النجاسة إلى المصحف.
آداب ختم القرآن للحائض من الهاتف:
هناك بعض الآداب التي يجب مراعاتها عند ختم القرآن للحائض من الهاتف، ومنها:
أن تكون الحائض في حالة طهارة من الجنابة والحيض والنفاس.
أن تتوضأ قبل البدء في القراءة.
أن تقرأ القرآن بصوت منخفض حتى لا تؤذي من حولها.
أن لا تمس المصحف بيدها.
أن تحفظ القرآن في مكان طاهر.
الخاتمة:
اتفق الفقهاء على جواز ختم القرآن للحائض من الهاتف، بشرط ألا تمس المصحف بيدها. ويستند هذا الرأي إلى الأدلة الشرعية الصحيحة. وهناك بعض الآداب التي يجب مراعاتها عند ختم القرآن للحائض من الهاتف، ومنها أن تكون الحائض في حالة طهارة من الجنابة والحيض والنفاس، وأن تتوضأ قبل البدء في القراءة، وأن تقرأ القرآن بصوت منخفض حتى لا تؤذي من حولها، وأن لا تمس المصحف بيدها، وأن تحفظ القرآن في مكان طاهر.