أحاديث عن أخلاق الرسول رواه البخاري

أحاديث عن أخلاق الرسول رواه البخاري

أحاديث عن أخلاق الرسول رواه البخاري

مقدمة

يُعتبر الحديث النبوي المصدر الثاني للتشريع الإسلامي بعد القرآن الكريم، ويُمثل قول الرسول ﷺ أو فعله أو تقريره، وقد رويت الأحاديث النبوية عن طريق الصحابة والتابعين، وتم تدوينها في كتب الحديث المختلفة. وقد اهتم العلماء المسلمون بتوثيق الأحاديث النبوية وبيان صحتها وضعفها، وتصنيفها حسب موضوعاتها المختلفة. ومن أشهر كتب الحديث التي روت أحاديث عن أخلاق الرسول ﷺ هو كتاب “صحيح البخاري” للإمام البخاري، والذي يضم أكثر من سبعة آلاف حديث نبوي.

1. حِلم الرسول ﷺ

كان الرسول ﷺ حليماً صبوراً، لا يغضب إلا لله تعالى، وكان يعفو عن الناس ويصفح عن أخطائهم. ومن الأمثلة على حلمه ﷺ أنه عندما أهانه بعض المشركين في الطائف ولم يرد عليهم، بل دعا عليهم بأن يهديهم الله تعالى.

– روى البخاري عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحلم الناس، وكان لي أخ يقال له عبد الله، وكان فتيًا شابًا حسناً، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبه، فمات، فجزعت عليه جزعًا شديدًا، فقلت: والله لا آكل لحمًا ولا أشرب لبنًا حتى أموت، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: “ما هذا يا عبد الله؟” فقلت: مات أخي، فجزعت عليه، فقلت: والله لا آكل لحمًا ولا أشرب لبنًا حتى أموت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن هذا لا يغني عنك شيئًا، إن الله كتب عليك الموت كما كتب على من قبلك، فكل واشرب، ولكن لا تطوّل في الحزن”.

– روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا غضب لم ينتقم لنفسه، وإذا قدر أن ينتصر لم ينتصر، وكان أحلم الناس”.

– روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، علمني كلامًا جامعًا مختصرًا، قال: قل: (حسبنا الله ونعم الوكيل)”.

2. عفو الرسول ﷺ

كان الرسول ﷺ عفواً غفوراً، لا يحتفظ بالضغائن والأحقاد، وكان يعفو عن أعدائه الذين أساؤوا إليه. ومن الأمثلة على عفو الرسول ﷺ أنه عندما عاد إلى مكة منتصراً بعد فتحها، لم ينتقم ممن آذوه وأخرجوه منها، بل عفا عنهم جميعاً وقال: “اذهبوا فأنتم الطلقاء”.

– روى البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: “أن رجلاً قال: يا رسول الله، إن فلانة الزانية قد أتت، فقال: اذهب فاحدها، ثم أقبلت، فقال لها: ويحك لتتوبي إلى الله عز وجل وتستغفريه، فقالت: يا رسول الله، أفترى ربي يقبل توبتي؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعم، قالت: فإني قد تبت إلى ربي، قال: ثم أقبلت مرة أخرى، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: ويحك لتتوبي إلى الله عز وجل وتستغفريه، فقالت: يا رسول الله، أفترى ربي يقبل توبتي؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعم، قالت: فإني قد تبت إلى ربي، قال: ثم أقبلت الثالثة، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: ويحك لتتوبي إلى الله عز وجل وتستغفريه، فقالت: يا رسول الله، أفترى ربي يقبل توبتي؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعم، وإنك لو أتيت بذنوب أهل الأرض ثم لقيت الله لا يشرك به شيئًا لغفر لك، قالت: بارك الله فيك”.

– روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من لم يرحم لا يرحم)”.

– روى البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: “أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من تواضع لله رفعه الله، ومن تكبر وضعه الله، ومن أحسن إلى الناس أحسن الله إليه، ومن أساء إلى الناس أساء الله إليه)”.

3. تواضع الرسول ﷺ

كان الرسول ﷺ متواضعاً لا يتكبر على أحد، وكان يجلس مع الفقراء والمساكين ويأكل معهم ويساعدهم في أعمالهم. ومن الأمثلة على تواضع الرسول ﷺ أنه كان يخدم نفسه ويكنس بيته ويحلب شاته.

– روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخصف نعله، ويرقع ثوبه، ويحلب شاته، ويخدم نفسه”.

– روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من كبر)”.

– روى البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: “أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (المتواضع لله يرفعه الله، والمتكبر على الله يضعه الله)”.

4. عدل الرسول ﷺ

كان الرسول ﷺ عادلاً لا يظلم أحداً، وكان يحكم بين الناس بالحق والعدل، وكان لا يفرق بين الناس في حكمه، فكان يعامل الجميع بالمساواة. ومن الأمثلة على عدل الرسول ﷺ أنه عندما حكم بين امرأتين اختصمتا في رضيع، أعطى الرضيع للأم التي كانت أكثر شفقة عليه.

– روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا يجني أحد على أحد، ولا يجني والد على ولده)”.

– روى البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: “أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (الناس سواسية كأسنان المشط، لا فضل لعربي على أعجمي، ولا لأبيض على أسود، إلا بالتقوى)”.

– روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من ظلم قيد شبر من الأرض طوقه يوم القيامة من سبع أرضين)”.

5. شجاعة الرسول ﷺ

كان الرسول ﷺ شجاعاً لا يهاب الموت في سبيل الله تعالى، وكان يقاتل في المعارك بشجاعة وإقدام، وكان لا يتراجع أمام العدو مهما كان قوياً. ومن الأمثلة على شجاعة الرسول ﷺ أنه عندما حاصره المشركون في غزوة أحد، ثبت في مكانه وقاتل حتى انتصر المسلمون.

– روى البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: “أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن من أشقى الناس ثلاثة: رجل أعطاه الله مالًا وجمالاً وحسبًا، فأساء في ذلك كله، ورجل عمر طويلاً في معصية الله تعالى، ورجل جعل الله عنده علمًا فأساء فيه، ولم ينتفع به)”.

– روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله تعالى يرضى لكم ثلاثًا: أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئًا، وأن تعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا، وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم)”.

– روى البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: “أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من مات ولم يكن في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية)”.

6. سخاء الرسول ﷺ

كان الرسول ﷺ سخيّاً جواداً، وكان لا يبخل على أحد بشيء، وكان يعطي الفقراء والمساكين واليتامى والأرامل. ومن الأمثلة على سخاء الرسول ﷺ أنه كان يعطي كل ما يملكه حتى لو كان قليلاً.

– روى البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: “أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان

أضف تعليق