حكم الترحم على غير المسلم دار الإفتاء المصرية

حكم الترحم على غير المسلم دار الإفتاء المصرية

حكم الترحم على غير المسلم – دار الإفتاء المصرية

مقدمة:

في الآونة الأخيرة، أثيرت العديد من الأسئلة والاستفسارات حول حكم الترحم على غير المسلم، سواء كان ذلك في حياته أو بعد وفاته. وقد وضعت دار الإفتاء المصرية فتوى خاصة بهذا الأمر، استندت فيها إلى أدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وإجماع العلماء على ذلك.

أحكام الترحم على غير المسلم:

الأصل في الترحم على غير المسلم أنه لا يجوز.

يقول الله تعالى في كتابه الحكيم: {وَلَا تَسْتَغْفِرْ لِلَّذِينَ مَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ} [التوبة: 80].

يجوز الترحم على غير المسلم إذا كان من أهل الكتاب.

لأنهم أقرب إلى الإسلام من غيرهم، فقد قال تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ} [آل عمران: 64].

لا يجوز الترحم على غير المسلم إذا كان من المشركين.

لأنهم كفار مشركون بالله تعالى، فقد قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَيَصْلَوْنَ جَهَنَّمَ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ} [النساء: 116].

يجوز الترحم على غير المسلم إذا كان من الكفار الذين لم يبلغهم الإسلام.

لأنهم معذورون في عدم إسلامهم، فقد قال تعالى: {فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ} [الكهف: 29].

يجوز الترحم على غير المسلم إذا كان من الكفار الذين أسلموا ثم ارتدوا عن الإسلام.

لأنهم كانوا مسلمين ثم ارتدوا عن الإسلام، فقد قال تعالى: {فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ إِيمَانِهِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [المائدة: 5].

لا يجوز الترحم على غير المسلم إذا كان من المرتدين عن الإسلام الذين ماتوا على الكفر.

لأنهم ماتوا على الكفر والشرك بالله تعالى، فقد قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ مَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُمْ فَدَاءٌ وَلَا هُمْ يُنْجَوْنَ} [آل عمران: 90].

يجوز الترحم على غير المسلم إذا كان من المنافقين.

لأنهم كفار منافقون بالله تعالى، فقد قال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ} [البقرة: 8-9].

خاتمة:

وفي الختام، فإن حكم الترحم على غير المسلم يختلف باختلاف حاله وظروفه، فالأصل أنه لا يجوز، ولكن يجوز في بعض الحالات، مثل الترحم على أهل الكتاب، وعلى الكفار الذين لم يبلغهم الإسلام، وعلى الكفار الذين أسلموا ثم ارتدوا عن الإسلام، وعلى المنافقين.

أضف تعليق