خطبة عن الحياة الدنيا

خطبة عن الحياة الدنيا

الخطبة: الحياة الدنيا

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أما بعد:

فإن الحياة الدنيا دار فانية زائلة، وهي متاع الغرور، وهي سجن المؤمن وجنة الكافر، وهي مزرعة الآخرة، وهي دار البلاء والابتلاء، وهي دار العمل والجزاء، وهي دار العبور إلى دار القرار.

أولاً: الحياة الدنيا دار فانية زائلة:

1. قال الله تعالى: {وَمَا هَٰذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} [العنكبوت: 64].

2. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَخَيْرُ مَتَاعِهَا الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ” [مسلم].

3. وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “ما الدنيا إلا ظلٌّ زائلٌ، وخيالٌ خادعٌ، وحلمٌ منامٌ، تصفو حينًا وتكدر حينًا آخر، فلا تغرنكم الدنيا، فإنها تغر من هو أجرأ منكم”.

ثانيًا: الحياة الدنيا متاع الغرور:

1. قال الله تعالى: {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ} [الحديد: 20].

2. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ثلاثٌ مُغْرِيَاتٌ لِابْنِ آدَمَ: حُبُّ الشَّهَوَاتِ، وَحُبُّ الْمَالِ، وَحُبُّ الْجَاهِ” [متفق عليه].

3. وقال ابن مسعود رضي الله عنه: “الدنيا دار خداع وغرارة، فكم من مغرور بها قد نجا، وكم من مغرور بها قد هلك”.

ثالثًا: الحياة الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر:

1. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الدُّنْيَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ وَجَنَّةُ الْكَافِرِ” [مسلم].

2. وقال ابن عمر رضي الله عنه: “ما رأيت شيئًا أسرع ذهابًا من نعيم الدنيا، إن المؤمن في سجن الدنيا يتوق إلى لقاء ربه، وإن الكافر في جنة الدنيا يتمنى أن لا يموت”.

3. وقال الحسن البصري رحمه الله: “يا ابن آدم، إن كنت تحب أن تعلم ما منزلتك عند الله، فانظر إلى ما أنت فيه من الدنيا، فإن كنت تحب لقاء الله، فأنت محبوب عند الله، وإن كنت تكره لقاء الله، فأنت مبغوض عند الله”.

رابعًا: الحياة الدنيا مزرعة الآخرة:

1. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الدنيا مزرعة الآخرة” [ابن ماجه].

2. وقال الحسن البصري رحمه الله: “الدنيا مزرعة الآخرة، فمن زرع خيرًا حصد خيرًا، ومن زرع شرًا حصد شرًا”.

3. وقال ابن القيم رحمه الله: “الدنيا مزرعة الآخرة، فمن أحسن زرعها حصد خيرًا في الآخرة، ومن أساء زرعها حصد شرًا في الآخرة”.

خامسًا: الحياة الدنيا دار البلاء والابتلاء:

1. قال الله تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} [البقرة: 155].

2. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في بدنه وماله وولده، حتى يلقى الله وما عليه خطيئة” [الترمذي].

3. وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “البلاء للتقوى كالمطر للزرع”.

سادسًا: الحياة الدنيا دار العمل والجزاء:

1. قال الله تعالى: {وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ حَتَّى يَأْتِيَكُمُ الْيَقِينُ} [الحجر: 99].

2. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “العمل بما أمر الله به، والإمساك عما نهى الله عنه، هو أصل الدين وملاك الأمر…” [ابن ماجه].

3. وقال ابن القيم رحمه الله: “الدنيا دار العمل، والآخرة دار الجزاء، فمن عمل صالحًا في الدنيا، جزاه الله خيرًا في الآخرة، ومن عمل سوءًا في الدنيا، جزاه الله شرًا في الآخرة”.

سابعًا: الحياة الدنيا دار العبور إلى دار القرار:

1. قال الله تعالى: {مَا هَٰذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} [العنكبوت: 64].

2. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الدُّنْيَا جِسْرٌ فَاعْبُرُوهُ وَلَا تَبْنُوا عَلَيْهِ بُيُوتًا” [الترمذي].

3. وقال ابن القيم رحمه الله: “الدنيا دار عبور، والآخرة دار قرار، فمن استعد للعبور نجا، ومن استعد للقرار نجا”.

الخاتمة:

الحمد لله الذي هدانا للإسلام، وجعلنا من أمة محمد صلى الله عليه وسلم، نسأل الله تعالى أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل، وأن يجعلنا من الصابرين على البلاء والابتلاء، وأن يختم لنا بالشهادة أو بالصالحات، إنه على كل شيء قدير.

أضف تعليق