هل يجوز الترحم على أهل الكتاب

هل يجوز الترحم على أهل الكتاب

هل يجوز الترحم على أهل الكتاب؟

مقدمة

أهل الكتاب هم أصحاب الديانات السابقة على الإسلام، مثل اليهودية والمسيحية. وقد اختلف العلماء في حكم الترحم على أهل الكتاب بعد موتهم، فذهب بعضهم إلى جواز ذلك، بينما ذهب آخرون إلى منعه. وفي هذا المقال، سنستعرض أدلة الفريقين ونتوصل إلى حكم الترحم على أهل الكتاب.

أدلة من أجاز الترحم على أهل الكتاب

1. الأدلة من القرآن الكريم

قال تعالى في سورة المائدة: {وَلَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} [المائدة: 8]. وهذه الآية تدل على جواز الإحسان إلى أهل الكتاب، ومن الإحسان إليهم الترحم عليهم.

قال تعالى في سورة آل عمران: {وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا} [آل عمران: 170]. وهذه الآية تدل على أن أهل الكتاب لهم فضل من الله، ومن الفضل أن يرحمهم المسلمون.

2. الأدلة من السنة النبوية

روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا تسبوا أهل الكتاب، فإنهم لا يسبوا الله ولا رسله ولا أنفسهم”. وهذا الحديث يدل على أن أهل الكتاب لا يجوز سبهم، ومن باب أولى لا يجوز لعنهم أو الدعاء عليهم.

روى مسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا تدعوا على المشركين إلا بما دعوا به عليكم”. وهذا الحديث يدل على أنه لا يجوز الدعاء على المشركين إلا بما دعوا به على المسلمين، ومن باب أولى لا يجوز الدعاء على أهل الكتاب إلا بما دعوا به على المسلمين.

3. الأدلة من أقوال الصحابة والتابعين

قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “لا تسبوا أهل الكتاب، فإنهم على مثل الذي أنتم عليه”. وهذا القول يدل على أن أهل الكتاب هم مثل المسلمون، فلا يجوز سبهم أو لعنهم أو الدعاء عليهم.

قال ابن عباس رضي الله عنهما: “لا تلعنوا أهل الكتاب، فإنهم أهل ذمة الله”. وهذا القول يدل على أن أهل الكتاب هم في ذمة الله، فلا يجوز لعنهم أو الدعاء عليهم.

أدلة من منع الترحم على أهل الكتاب

1. الأدلة من القرآن الكريم

قال تعالى في سورة آل عمران: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ} [آل عمران: 116]. وهذه الآية تدل على أن أهل الكتاب الذين كفروا هم في نار جهنم خالدين فيها، وهم شر البرية. ومن هذا نستدل على أنه لا يجوز الترحم عليهم.

قال تعالى في سورة براءة: {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ} [المجادلة: 22]. وهذه الآية تدل على أنه لا يجوز موالاة من حاد الله ورسوله، وإن كانوا آباءنا أو أبناءنا أو إخواننا أو عشيرتنا. ومن هذا نستدل على أنه لا يجوز الترحم على أهل الكتاب الذين حادوا الله ورسوله.

2. الأدلة من السنة النبوية

روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا تدعوا للمشركين بالمغفرة”. وهذا الحديث يدل على أنه لا يجوز الدعاء للمشركين بالمغفرة، ومن باب أولى لا يجوز الدعاء لأهل الكتاب بالمغفرة.

روى أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا تصلوا على أحد من أهل الكتاب إذ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *