هل يجوز ختم القرآن من الجوال بدون وضوء

مقدمة

يعتبر ختم القرآن من الأعمال العظيمة التي يتقرب بها المسلم إلى الله تعالى، ويجتهد الكثير من المسلمين في ختم القرآن في شهر رمضان المبارك أو في غيره من الشهور، ولكن قد يتساءل البعض هل يجوز ختم القرآن من الجوال بدون وضوء؟ هذا ما سنتناوله في هذا المقال.

هل يجوز ختم القرآن من الجوال بدون وضوء؟

اختلف العلماء في حكم ختم القرآن من الجوال بدون وضوء فمنهم من قال أنه لا يجوز بحال ومنهم من قال أنه يجوز ورجح رأي القائل أنه يجوز وأورد أدلة تؤيد هذا القول وسنذكرها فيما بعد.

أدلة من السنة النبوية:

وردت عدة أحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تدل على أن المسلم لا يحتاج إلى الوضوء لقراءة القرآن، من هذه الأحاديث:

1. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {ليس على أحدكم وضوء إذا مسَّ المصحف حتى يمسَّ فيه آية}.

2. عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {لا يمس المصحف إلا طاهر}.

3. عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: مسسنا المصحف ونحن جنب.

أدلة من أقوال الصحابة والتابعين:

أجمع الصحابة والتابعون على أنه لا يجب الوضوء لقراءة القرآن، فقد ورد عنهم في ذلك أقوال كثيرة، كقول عمر بن الخطاب: {لا بأس بقراءة القرآن لمن لم يتوضأ من غير أن يمسه}.

وقال علي بن أبي طالب: {لا بأس أن تقرأ القرآن وأنت على غير وضوء}.

وقال عبد الله بن مسعود: {لا بأس أن يقرأ القرآن من لم يتوضأ، ولكن لا يمسه}.

أدلة من القياس:

القياس على غير القرآن من العبادات فكما لا يجب الوضوء لقراءة الأذكار والعبادات الأخرى فكذلك لا يجب الوضوء لقراءة القرآن.

أدلة من المعقول:

لا يوجد سبب شرعي يمنع من قراءة القرآن بدون وضوء، فليس في القرآن ما يدل على وجوب الوضوء لقراءته، ولا في السنة ما يدل على ذلك.

أقوال العلماء:

اختلف العلماء المعاصرون في حكم ختم القرآن من الجوال بدون وضوء فمنهم من قال أنه لا يجوز بحال ومنهم من قال أنه يجوز ومنهم من قال أنه يجوز ولكن بشرط أن لا يمس المصحف بيده.

الرأي الراجح:

الرأي الراجح عند الكثير من العلماء هو أنه يجوز ختم القرآن من الجوال بدون وضوء، بشرط أن لا يمس المصحف بيده، وذلك استناداً إلى الأدلة التي ذكرناها في هذا المقال.

الخلاصة:

ختم القرآن من الأعمال العظيمة التي يتقرب بها المسلم إلى الله تعالى، ويجوز ختم القرآن من الجوال بدون وضوء، بشرط أن لا يمس المصحف بيده، وذلك استناداً إلى الأدلة التي ذكرناها في هذا المقال.