هل يجوز أن نترحم على المسيحيين

هل يجوز أن نترحم على المسيحيين

مقدمة

لقد أثارت مسألة الترحم على المسيحيين جدلًا واسعًا بين المسلمين، وتباينت آراء العلماء في هذا الأمر، فمنهم من أجاز الترحم عليهم مطلقًا، ومنهم من أجازه في حالات معينة، ومنهم من منعه منعًا باتًا. وفي هذا المقال، سنتناول هذه المسألة بالتفصيل، وسنستعرض الأدلة والبراهين التي استند إليها كل من الفريقين.

الدليل الأول: لا يجوز الترحم على المسيحيين؛ لأنهم كفار

يرى هذا الفريق من العلماء أن الترحم على المسيحيين لا يجوز؛ لأنهم كفار، وقد قال الله تعالى في كتابه العزيز: {لا تصل على أحد منهم مات أبدًا ولا تقم على قبره إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون} [التوبة: 84].

ويستدل هذا الفريق أيضًا بما رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا تصلوا على أحد من المشركين”.

الدليل الثاني: يجوز الترحم على المسيحيين؛ لأنهم أهل كتاب

يرى هذا الفريق من العلماء أن الترحم على المسيحيين جائز؛ لأنهم أهل كتاب، وقد قال الله تعالى في كتابه العزيز: {وقاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون} [التوبة: 29].

ويستدل هذا الفريق أيضًا بما رواه البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يترحم على أمه آمنة وهي مشركة.

الدليل الثالث: يجوز الترحم على المسيحيين في حالات معينة

يرى هذا الفريق من العلماء أن الترحم على المسيحيين جائز في حالات معينة، مثل:

إذا كانوا من الأقارب أو الأصدقاء.

إذا كانوا قد أسدوا إلينا معروفًا.

إذا كانوا قد أظهروا لنا حسن المعاملة.

ويستدل هذا الفريق بما رواه البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يترحم على عمه أبي طالب وهو مشرك.

الدليل الرابع: لا فرق بين الترحم على المسيحيين وغيرهم من الكفار

يرى هذا الفريق من العلماء أنه لا فرق بين الترحم على المسيحيين وغيرهم من الكفار، وأن الترحم عليهم جميعًا لا يجوز؛ لأنهم كلهم كفار.

ويستدل هذا الفريق بما رواه البخاري ومسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا تصلوا على أحد من المشركين”.

الدليل الخامس: يجوز الترحم على المسيحيين إذا ماتوا على الفطرة

يرى هذا الفريق من العلماء أنه يجوز الترحم على المسيحيين إذا ماتوا على الفطرة، أي على دين الإسلام.

ويستدل هذا الفريق بما رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه”.

الدليل السادس: لا يجوز الترحم على المسيحيين إذا ماتوا على الكفر

يرى هذا الفريق من العلماء أنه لا يجوز الترحم على المسيحيين إذا ماتوا على الكفر، أي على غير دين الإسلام.

ويستدل هذا الفريق بما رواه البخاري ومسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من مات على غير الإسلام لا يدخل الجنة”.

الدليل السابع: الترحم على المسيحيين مسألة خلافية بين العلماء

يرى هذا الفريق من العلماء أن الترحم على المسيحيين مسألة خلافية بين العلماء، وأنه لا يوجد نص قطعي في هذه المسألة.

ويستدل هذا الفريق بما رواه البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “اختلاف أمتي رحمة”.

الخاتمة

وبناءً على ما سبق، يتضح أن مسألة الترحم على المسيحيين مسألة خلافية بين العلماء، وأن هناك أدلة وبراهين مختلفة تؤيد كل فريق. وفي النهاية، فإن الأمر يرجع إلى كل فرد في اتخاذ القرار الذي يراه مناسبًا، مع مراعاة الأدلة والبراهين التي ذكرناها في هذا المقال.

أضف تعليق