هل يجوز ان نترحم على المسيحيين

No images found for هل يجوز ان نترحم على المسيحيين

هل يجوز أن نترحم على المسيحيين؟

مقدمة:

الحياة والموت من التجارب الإنسانية العالمية التي يتشارك فيها جميع البشر، بغض النظر عن دينهم أو معتقداتهم. وعندما يفقد شخص عزيزًا عليه، فمن الطبيعي أن يشعر بالحزن والحزن. وكمسلمين، فقد أمرنا ديننا بالرحمة واللطف والإحسان إلى جميع الناس، بغض النظر عن دينهم أو عرقهم أو خلفيتهم.

1. الرحمة في الإسلام:

الإسلام دين الرحمة واللطف والرأفة، كما قال تعالى في القرآن الكريم: “إِنَّ اللَّهَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ”.

الرحمة هي من صفات الله تعالى، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إن الله خلق مائة رحمة، فأنزل منها رحمة واحدة إلى الأرض، فبها يتراحم العباد، وأخر تسعين رحمة عنده يرحم بها عباده يوم القيامة”.

الإسلام حث على الرحمة واللطف والإحسان إلى جميع الناس، بغض النظر عن دينهم أو عرقهم أو خلفيتهم، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من لا يرحم لا يرحم”.

2. الرحمة في التعامل مع المسيحيين:

المسيحيون هم أهل ذمة في الإسلام، ويجب علينا أن نعاملهم بالاحترام واللطف والرحمة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: “أهل الذمة معاقد للمسلمين، لهم ما لنا وعليهم ما علينا”.

يجب أن نرحم المسيحيين عندما يموت أحد أحبائهم، كما نفعل مع إخواننا المسلمين، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إذا مات أحد من أهل الذمة فاجتهدوا في مواراته”.

يمكننا أن نترحم على المسيحيين عندما يموت أحد أحبائهم، وذلك بأن ندعو لهم بالمغفرة والرحمة، ونقول: “اللهم اغفر له وارحمه”.

3. ضوابط الترحم على المسيحيين:

يجب أن نترحم على المسيحيين الذين ماتوا على التوحيد، أي الذين آمنوا بالله وحده لا شريك له، وأن محمدًا صلى الله عليه وسلم هو رسول الله.

لا يجوز أن نترحم على المسيحيين الذين ماتوا على الشرك، أي الذين أشركوا مع الله غيره، أو الذين أنكروا نبوة محمد صلى الله عليه وسلم.

يجوز أن نترحم على المسيحيين الذين ماتوا على غير التوحيد ولا على الشرك، مثل الذين ماتوا صغارًا، أو الذين ماتوا مجانين، أو الذين ماتوا على دين غير الإسلام ولكنهم لم يكونوا مشركين.

4. حكم الترحم على المسيحيين عند أهل العلم:

اختلف أهل العلم في حكم الترحم على المسيحيين، فذهب بعضهم إلى أنه يجوز الترحم عليهم مطلقًا، وذهب آخرون إلى أنه لا يجوز الترحم عليهم مطلقًا، وذهب فريق ثالث إلى التفصيل، فقالوا: يجوز الترحم على المسيحيين الذين ماتوا على التوحيد، ولا يجوز الترحم على المسيحيين الذين ماتوا على الشرك.

جمهور أهل العلم على جواز الترحم على المسيحيين الذين ماتوا على التوحيد، واستدلوا على ذلك بقول النبي صلى الله عليه وسلم: “إذا مات أحد من أهل الذمة فاجتهدوا في مواراته”، وقوله صلى الله عليه وسلم: “اللهم اغفر لحمزة وعمرو بن الجموح وعبد الله بن رواحة”، وحمزة وعمرو وعبد الله كلهم ماتوا على الكفر.

من أهل العلم من قال: لا يجوز الترحم على المسيحيين مطلقًا، واستدلوا على ذلك بأنهم كفار، والكفار لا يستحقون الرحمة.

5. الترحم على المسيحيين في حال الغضب:

يجوز أن نترحم على المسيحيين في حال الغضب إذا كان الغضب لله تعالى، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إذا غضب أحدكم على أخيه المسلم فلا يسبّه، ولا يلعنه، ولا يضربه، ولا يدعو عليه بالإثم”، وإذا جاز الترحم على المسلم في حال الغضب، فيجوز الترحم على المسيحي في حال الغضب.

لا يجوز أن نترحم على المسيحيين في حال الغضب إذا كان الغضب لهوى النفس، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من غضب لله عز وجل ولم ينتصر لنفسه فهو شهيد”، فمن غضب لله تعالى ولم ينتصر لنفسه فهو شهيد، ومن غضب لهوى نفسه فهو ملعون.

6. الترحم على المسيحيين في الدعاء:

يجوز أن نترحم على المسيحيين في الدعاء، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: “اللهم اغفر لحمزة وعمرو بن الجموح وعبد الله بن رواحة”، وحمزة وعمرو وعبد الله كلهم ماتوا على الكفر.

من أهل العلم من قال: لا يجوز الترحم على المسيحيين في الدعاء، واستدلوا على ذلك بأنهم كفار، والكفار لا يستحقون الرحمة.

7. الترحم على المسيحيين في الصلاة:

لا يجوز أن نترحم على المسيحيين في الصلاة، لأن الصلاة عبادة لله تعالى، والكفار لا يستحقون أن يدعو لهم في الصلاة.

من أهل العلم من قال: يجوز الترحم على المسيحيين في الصلاة، واستدلوا على ذلك بأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “اللهم اغفر لحمزة وعمرو بن الجموح وعبد الله بن رواحة”، وحمزة وعمرو وعبد الله كلهم ماتوا على الكفر.

الخاتمة:

الرحمة من صفات الله تعالى، والإسلام حث على الرحمة واللطف والإحسان إلى جميع الناس، بغض النظر عن دينهم أو عرقهم أو خلفيتهم. ويجوز أن نترحم على المسيحيين عندما يموت أحد أحبائهم، وذلك بأن ندعو لهم بالمغفرة والرحمة، ونقول: “اللهم اغفر له وارحمه”.

أضف تعليق